كشف رئيس الوزراء السابق في السودان وزعيم حزب الأمة القومي المعارض، الصادق المهدي، عن نية حزبه قيادة مبادرة لإنهاء الخلافات بين الخرطوموجوبا، متهماً جهات، لم يسمِّها، بمحاولة تأجيج الحرب بين البلدين. وأدان المهدي، خلال مؤتمرٍ صحفي في الخرطوم أمس، رفضَ حزب المؤتمر الوطني الحاكم التفاوضَ مع مقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال)، ووصف موقف حزب عمر البشير بالسياسة النعامية (نسبةً إلى النعامة) لتجاهله قوةً قال إن لها سنداً شعبيًّا ومطالب حقيقية، واعتبر أنَّ رفض التفاوض مع قطاع الشمال لا معنى له، لاسيما وأن للقطاع، الذي ينشط سياسيًّا وعسكريًّا في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وجوداً حقيقيًّا لا يمكن إلغاؤه بمجرد رفض التفاوض معه. وحذَّر المهدي حكومتي السودان ودولة الجنوب من دعم أيٍّ منهما للمتمردين ضد الأخرى بغرض إيصال حلفائها للحكم، ورأى أن ذلك إنتحارٌ متبادَل، لافتاً إلى أن الأُسْرَة الدوليَّة داعمةٌ لخيار السلام، وأنَّ المنحازين لجوبا يدركون جيداً أنه لا مجال للسلام دون الشمال وكذا العكس. وكشف زعيم «الأمة القومي» عن ترتيبات يجريها حزبُه لمخاطبة جوبا برؤية الحزب لحل الخلافات بين البلدين بجانب عقد مؤتمر للمثقَّفِين الشماليِّينَ والجنوبيِّينَ بهدف هزيمة ما سمَّاه «حزب الحرب في الخرطوموجوبا» وتكوين «حزب السلام»، وحثَّ القبائلَ الرعويَّةَ على الحدود على دعم خيار السلام باعتباره ضرورةً لمصالِحها. وفي شأنٍ متصل، سخر المهدي من تهديد الحكومة السودانية لأحزاب المعارضة في حال اتفاقها مع الجبهة الثورية الحاملة للسلاح (تجمع للحركات المناوئة للحكومة في إقليم دارفور)، وشدَّدَ على أنَّ حزبَه سيواصل لقاءاته مع الحركات المسلَّحَة في إطار جهوده لوقف الحرب، وأنَّ تهديد الحكومة لا يُخِيفُه. وأقرَّ المهدي بحاجة تحالف أحزاب المعارضة إلى إعادة هيكلة حتى يكون أكثرَ فاعليَّةً لمواجهة النِّظَام، منبِّهاً إلى أنَّ دعوتَه لإعادة هيكلة التحالف هدفُها تقويته وليس سيطرة حزبِه عليه كما يردِّدُ البعض. وأضاف المهدي أنَّ تحالف الإجماع الوطني، الذي يضم 20 حزباً معارضاً، يعاني منذ تكوينه من علل أساسية في هيكلته وبرامجه، واعتبر أن هذه العلل أثَّرَت على أدائه فاتَّسَم بضعف الحراك الإعلامي والجماهيري.