قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا أمس إن الأسابيع المقبلة «ستشهد تقدماً كبيراً لقوات المعارضة»، مشيراً إلى أن الأردن يبحث حالياً، بناء على طلب «الائتلاف» فتح مكتب يتبع المعارضة في العاصمة عمان التي يزورها منذ أيام، حيث التقى عدداً من كبار المسؤولين الأردنيين. وأضاف على هامش احتفال خيري أقامته إحدى جمعيات الإغاثة لصالح عائلات فقدت ذويها خلال الحرب دعت إليه المعارضة ريما فليحان إن الأسابيع المقبلة «ستشهد تطوراً حقيقياً على الأرض، لصالح الثوار». وكشف للمرة الأولى أن هناك محادثات «تهدف إلى إيجاد آلية يتم من خلالها اعتماد مكاتب تتبع الائتلاف في تركيا ومصر والأردن لتسيير معاملات السوريين في الخارج وتجديد وثائقهم». وأكد أن المحادثات مع الحكومة الأردنية على هذا الصعيد «تحمل نتائج ايجابية، ستعلن رسمياً نهاية الشهر الجاري». ورفض الناطق باسم الحكومة الأردنية الوزير محمد المومني، تأكيد أو نفي تصريحات الجربا في هذا الخصوص. لكنه قال ل «الحياة» إن الوضع بالنسبة للأردن «يختلف عن بقية الدول. هناك سفارة تتبع حكومة (الرئيس) بشار الأسد في عمان وسفارة مماثلة تتبع حكومتنا في دمشق، إضافة إلى أن علاقات ديبلوماسية لا تزال قائمة بين البلدين». وكان لافتاً أن السلطات الأردنية سمحت لرئيس «الائتلاف» وعلى نحو مفاجئ، دخول سورية عبر أراضيها صبيحة أول أيام العيد، كما عادت لتستقبله مرة أخرى في اليوم ذاته، وهو ما قُرئ في سياق الدعم العلني النادر من قبل الأردن، الذي حافظ طيلة الأزمة على هامش من الحذر عند تعامله مع النظام الحاكم في دمشق، بعد أن اتهمه غير مرة بإرسال خلايا نائمة إلى أراضيه. لكن المومني رد على هذه القراءة بالقول «إن الجربا مواطن سوري، والأردن لا يمتلك السلطة القانونية لمنعه دخول بلده أو العودة منها». وكان الجربا عبر صباح الخميس إلى محافظة درعا المجاورة لمحافظة إربد ثاني أكبر المدن الأردنية شمال البلاد. وقالت مصادر المعارضة السورية إن الزيارة استمرت ساعات، وتمت بالتنسيق المسبق مع السلطات الأردنية، التي رحبت بالمعارض السوري على أراضيها، ومنحته حرية التنقل يوم أمس بين مخيمات اللاجئين، بمرافقة رسمية رفيعة. وكان لافتاً أيضاً أن من رافق الجربا خلال زيارته إلى الجنوب السوري هو أحمد النعمة رئيس المجلس العسكري في درعا، الذي يتلقى دعماً كبيراً من الأردن والولايات المتحدة. وأوضح المعارض محمد عناد ل «الحياة» أن لجنة تتبع قيادة «الائتلاف» ستبقى في عمان مدة 10 أيام، للاجتماع مع قادة معارضين. وأشار إلى أنها حصلت على موافقة السلطات للانعقاد المستمر في العاصمة الأردنية، وهو ما يؤكد أيضاً حجم التغير الأردني نحو مزيد من الدعم العلني لمناوئي الأسد. وكان الجربا تزعم الأربعاء الماضي وفداً ل «الائتلاف» خلال محادثات أجراها مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة. الى ذلك، قال الجربا إن ثمة مبادرة يجري العمل عليها ل «تشكيل نواة جيش وطني سوري في شمال وجنوب البلاد كمرحلة أولى، وسيفتح باب التطوع للحاق به قريباً». ولم يشرح الجربا ما إذا كان الجيش الجديد، سيكون بديلاً من «الجيش الحر» أم لا، لكن مصدراً سورياً معارضاً قال ل «الحياة» إن «الجيش الوطني سيعمل جنباً إلى جنب مع «الجيش الحر» الذي بات رمزاً للثورة لا يمكن التخلي عنه». وفي اسطنبول اوضح عضو في الهيئة السياسية في «الائتلاف» ل «الحياة» ان المشروع الذي تحدث عنه الجربا هو ذاته مشروع هيئة اركان «الجيش الحر» الذي يقوم على ركيزتين: توحيد ألوية وكتائب «الجيش الحر» بحيث تتبع لهيئة الأركان، وفتح باب التطوع للانضمام اليه. وأوضح ان نواة «الجيش» قد تبدأ بثلاثة آلاف او أربعة آلاف مقاتل ثم يزيد العدد مع الوقت. وتابع ان الهيئة السياسية التي تضم 19 عضواً ستجتمع في إسطنبول في منتصف الشهر الجاري لبحث مواضيع عدة بينها مشروع كردي لإقامة إدارة مدنية في شمال شورية وشمالها الشرقي والموقف من مؤتمر «جنيف - 2» وأمور تنظيمية، مشيراً الى ان اجتماع الهيئة العامة ل «الائتلاف» التي تضم 114 سيعقد لاحقاً.