استكمل الجيش اللبناني عمليات الدهم في طرابلس وعكار على خلفية الاشتباكات التي جرت بين الجيش ومسلحين في طرابلس وعكار يشتبه بانتمائهم الى تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة». وفيما كانت وحدات الجيش امس، تلاحق الفارين وتدهم مناطق تواريهم، عثر على عبوة ناسفة في سوق الخضر في باب التبانة، اثناء قيام وحدات الجيش بحملة تفتيش لعدد من منازل المشتبه بهم. وجرى تفكيكها. واوضحت قيادة الجيش - مديرية التوجيه ان العبوة كناية عن «صاروخ عيار 107 ملم مفخخ و5 عبوات ناسفة معدة للتفجير عن بعد، وقدرت زنتها بنحو 23 كلغ كان وضعها المسلحون لاستهداف وحدات الجيش اثناء تنفيذ العمليات العسكرية الاخيرة». وكانت وحدات الجيش نفذت عمليات دهم في بحنين وأطرافها، وصولاً إلى البساتين والطريق المؤدي إلى سد البارد، إضافة إلى توقيف عدد من المطلوبين داخل أحياء المنية. في حين سلم بعض الأشخاص أنفسهم ليلاً إلى السلطات الأمنية. ونفّذ فوج المغاوير عمليات دهم في خراج بلدة فنيدق. وذكرت الوكالة «الوطنية للاعلام» ان الدهم في ذوق الحبالصة اسفر عن توقيف كل من ف. ابراهيم وف . حبلص الملقب «ابوعمر» بعد مطاردة في احد البساتين وتخللها اطلاق نار. ودهم الجيش منزل والديّ بلال دقماق في محلة أبي سمرا في طرابلس، وصادر أسلحة. وصرّح دقماق من تركيا أن «الأسلحة موضوعة هناك منذ مدة وليست جديدة، لكن من حق الجيش مداهمة الموقع الذي يريد ساعة يريد، وأنا سأتابع الموضوع مع قائد الجيش العماد جان قهوجي، والصديق العميد عامر الحسن، رئيس فرع المخابرات في الشمال». وعن هذه المداهمة، اوضحت قيادة الجيش ان «قوة من الجيش رصدت في محلة أبي سمرا ليل (اول من) أمس، تحركات مشبوهة لأشخاص يقومون بنقل صناديق مجهولة المحتوى وبطريقة مريبة، فجرت مداهمة المكان حيث عثر على كميات كبيرة من الأسلحة المختلفة، وقواذف «آر.بي.جي» وقناصات وذخائر متنوعة. وبنتيجة التحقيق تبين أنها عائدة الى المدعو بلال دقماق. وجرى تسليم المضبوطات الى المرجع المختص». وسجل انتشار كثيف للجيش في بلدة عدوة ومحيطها عند مجرى نهر البارد الفاصل بين الضنية وعكار وصولاً الى عيون السمك، وأخضعت السيارات إلى تفتيش دقيق. وأعلنت قيادة الجيش عن توقيف «مساء أول من أمس في منطقة طرابلس 8 أشخاص لبنانيين لإقدام بعضهم على إطلاق النار، وبعضهم الآخر على رمي قنابل يدوية باتجاه مراكز الجيش في اوقات سابقة، كما اوقفت 6 سوريين للاشتباه بهم، ولتجولهم داخل لبنان من دون اوراق قانونية». وكانت قيادة الجيش قالت في بيان ان «قوة من الجيش دهمت عدداً من الأماكن المشبوهة في محلة ابي سمرا - طرابلس، وتمكنت من ضبط مخازن تحتوي على كميات من البنادق الفردية والرشاشات والقذائف الصاروخية والقنابل اليدوية والذخائر، إضافة الى كميات من المتفجرات والأعتدة العسكرية المتنوعة. وسلمت المضبوطات الى المرجع المختص». وزارت النائب بهية الحريري امس العماد قهوجي وقدمت له «التعزية بالعسكريين الذين استشهدوا»، وعبرت عن «دعمها المؤسسة العسكرية في مواجهة الإرهاب»، وفق بيان قيادة الجيش. وتطرق البحث الى الوضع الامني في صيدا. ولا تزال المناطق المنكوبة في طرابلس نتيجة الاشتباكات تنتظر عملية اغاثتها في ضوء الأموال التي رصدت إما من قبل الحكومة وإما من تبرعات أخرى وأبرزها كان اعلان زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري عن «تخصيص مبلغ 20 مليون دولار، للمناطق التي تضررت في طرابلس، وفي باب التبانة خصوصاً، ومنطقة بحنين في المنية، وسائر المناطق التي شهدت مواجهات عسكرية في الشمال، وقراره «تكليف فريق مهندسين في «تيار المستقبل» إعداد الدراسات، وتنفيذ المساعدة سريعاً». ولقيت خطوة الحريري ترحيباً من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان معتبراً انها «استمرار لمبادراته العديدة السابقة. وهي استمرار لنهج والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أولى هذه المناطق اهتمامه على رغم العراقيل والصعوبات التي اصطنعت في وجهه». ورأى انها «مبادرة كريمة تتكامل مع الموقف المبدئي الذي أعلنه الرئيس سعد الحريري، والذي يشكل خريطة طريق اسلامية ووطنية تقوم على أساس التمسّّك بالدولة اللبنانية وبمؤسّساتها الشرعية وخصوصاً مؤسسة الجيش وقوى الأمن. كما تقوم على نبذ الإرهاب والتصدي للإرهابيين». واثنى على خطوة الحريري مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار. فتفت: التشكيك غير مقبول وكان دريان التقى عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت وبحثا «الأحداث المؤلمة والخطيرة جداً التي حدثت في الشمال، والتهم العشوائية التي توجه الى مناطق الشمال، والتشكيك غير المقبول بطرابلس ومنطقة المنية والضنية وتحديداً ببلدة بحنين، والتي هي معروفة بوطنيتها وانتمائها الوطني». وأضاف فتفت: «إذا كان هناك من تشكيك بوطنية أحد، فهذا التشكيك يجب ان يكون بمن يسعى الى عرقلة مسار الدولة، بمن ينشئ ميليشيات ويمنع الجيش من الانتشار على الحدود، ويعطّل انتخابات رئاسة الجمهورية بغيابه عن الجلسات، وبمن عطّل المؤسسات دائماً». ورأى ان المساعدة التي اعلنت عنها الحكومة والتي اعلن عنها الرئيس سعد الحريري «غير كافية لأن عودة المناطق الى حضن الدولة يعني ان تحتضنها الدولة أيضاً. واستمعنا الى ان هناك شكوى من الطريقة العشوائية التي يجري بها التعامل مع بعض المواطنين في الطرق بناء ربما على شكلهم او لحاهم او ما شابه ذلك، وهذا مرفوض. الموضوع الأمني نحن حريصون عليه، وعلى العدالة وموضوع صيف وشتاء تحت سقف واحد». وطالب بمعالجة موضوع «التدخّل السافر ل«حزب الله» في سورية، وحمله السلاح غير الشرعي، حتى لا نفاجأ بعد وقت قصير بمزيد من التعقيدات وبانفجارات جديدة». وحيّت أرملة الرئيس رفيق الحريري السيدة نازك الحريري في ذكرى مولد زوجها السبعين، «شهداء الوطن الأبرار الذين منحوا لبنان حياتهم حتى يبقى عزيزاً صامداً في وجه الأزمات والتحديات». وأملت بفك أسر «جنودنا الأسرى الأبطال عاجلاً وأن يعودوا إلى أهلهم وإلينا جميعاً بصحة وعافية».