حرب مفتوحة يخوضها الجيش اللبناني ضدّ الإرهاب من عرسال الى بريتال وصولا الى عاصمة الشمال طرابلس حيث بدّد الجيش مشروع إمارة عتيدة بعد معارك يخوضها منذ ليل الجمعة الفائت ضدّ خلايا إرهابية موزّعة بين طرابلس وعكار والضنية متكبّدا شهداء وجرحى. واستمرّت المعارك طاحنة أمس في أحياء طرابلس بعد أن تمكنت قوى الجيش بحسب بيان صادر عن مديرية التوجيه من إحكام سيطرتها الكاملة على مناطق الزاهرية والأسواق القديمة ومحلّة المحمّرة في المنية وأوقفت 20 عنصرا من الإرهابيين بعد أن فرّ الباقون منهم الى خارج مناطق الاشتباكات مخلّفين وراءهم عددا من القتلى والمصابين وكميات من الأسلحة والذخائر والأعتدة العسكرية المتنوعة. وأكد الجيش أنه مستمرّ في مطاردة المسلّحين الفارّين لتوقيفهم. ويتوقف المراقبون عند مخطط إشعال الشمال اللبناني الذي كان مرتقبا من قبل الجماعات الإرهابية وذلك بهدف تشتيت قوى الجيش وجهوده بين مناطق عدّة من أجل إنهاكه، من هنا تحذّر أوساط مراقبة للوضع من أن يفتح الإرهابيون وخلاياهم النائمة جبهات أخرى في مناطق مختلفة منها في مدينة صيدا على سبيل المثال. وجاء الهجوم الإرهابي في طرابلس عقب تفكيك الجيش خلية إرهابية في بلدة عاصون في الضنية، فتحركت الخلايا النائمة في طرابلس وعكار حيث ظهرت كمائن مختلفة للجيش. وفي المعلومات المتداولة بأنّ المطلوبين شادي المولوي وأسامة منصور اللذين اختفيا أخيرا كانا وراء تنظيم الهجوم ضدّ الجيش اللبناني علما بأنّ جهات دبلوماسية غربية كانت قد حذّرت الجهات المختصّة من أعمال تخريبيّة قد يقوم بها المولوي ومنصور. وتمكّن الجيش أمس من فرض طوق عسكري على مناطق الاشتباكات في طرابلس ومنع تمددها الى الأحياء الاخرى، كما تمكن من دفع المسلحين الى الانسحاب من الاسواق والزاهرية وتوقيف عدد كبير منهم واصطياد رأس كبير من قادتهم لا تقل خطورته عن خطورة احمد سليم ميقاتي. وشوهدت أمس اعمدة الدخان تتصاعد من المربع الأمني للشيخ خالد حبلص في بحنين، بعد قصفه من قبل مروحيات تابعة للجيش. وتابعت قوى الجيش أمس عمليات الدهم والتفتيش وملاحقة المسلحين في منطقة بحنين، حيث ضبطت سيارة مفخخة ثالثة ومخزنا يحتوي على كميات من الاسلحة والذخائر والاعتدة العسكرية، اضافة الى 50 عبوة ناسفة مجهزة للتفجير. وسيطرت وحدات الجيش على جامعة الشرق في المنية ومدرسة السلام في بحنين وأوقفت مجموعة تابعة لحبلص، وأوقعت العديد من الإصابات في صفوفهم. وبعد أن هددت جبهة النصرة أمس بإعدام أحد الجنود المخطوفين لديها منذ اغسطس الفائت أرجأت قرارها بضع ساعات استجابة لنداء وجهته إليها هيئة العلماء المسلمين بعدم إعدام أيّ من الجنود. جندي لبناني يتهيأ لمواجهة مع المسلحين في طرابلس تحت أنظار الأهالي (أ.ف.ب)