استبق زعيم «حركة النهضة» الإسلامية الحاكمة في تونس راشد الغنوشي تظاهرات حاشدة مرتقبة اليوم للمعارضة، بإعلان استعداده لإجراء استفتاء على استمرار الحكومة والمجلس التأسيسي. وقال الغنوشي في مقابلة مع وكالة «رويترز» إن حزبه منفتح على الحوار مع كل الفرقاء السياسين لكنه لا يقبل شروطاً مسبقة، مشدداً على رفضه تغيير الحكومة أو رئيسها. وأضاف أن سحب أو تأجيل عرض قانون العزل السياسي الذي يتيح إقصاء عدد كبير ممن عملوا مع النظام السابق أمر ممكن إذا توصل الفرقاء السياسيين إلى اتفاق، لكن «إذا أصروا على إلغاء المسار الانتقالي، فنحن نقول لهم تعالوا لنذهب إلى استفتاء شعبي». وحمل في شدة على تظاهرات المعارضة، معتبراً أنها «ثورة مضادة». وقال: «تظاهراتنا تدعم التقدم في المرحلة الانتقالية، وتظاهراتهم تريد نسف الانتقال برمته... رفعوا سقف مطالبهم عاليا. وباتوا عالقين أعلى الشجرة». وشدد على أن «الشارع لا يمكنه تغيير حكومة منتخبة. يمكنه فقط إسقاط حكومة ديكتاتورية... سنقبل تصحيح المسار الانتقالي، لكننا لن نقبل مساراً سخيفاً وعدمياً. صدرنا ثورتنا إلى مصر، والآن يريدون (المعارضة) استيراد انقلاب. لكن في مصر كان على المعارضة الانتظار اربع سنوات لتغير، أما هنا فليس عليهم سوى الانتظار بضعة شهور». واعتبر أن «الجماعات السلفية مخترقة من أطراف سياسية في الداخل لضرب حركة النهضة والمسار الديموقراطي عبر توظيف شبان قليلي التجرية والثقافة الدينية». وتجددت الاحتجاجات ضد الحكومة أمس وواصل الجيش عملياته ضد المسلحين خصوصاً في جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر حيث قتل جنديان ليل الأحد - الاثنين. كما اعتقلت السلطات عشرات المطلوبين في قضايا «إرهابية»، بينهم متهمان بالتورط في اغتيال القيادي المعارض شكري بلعيد في شباط (فبراير) والنائب المعارض محمد البراهمي في 25 تموز (يوليو) الماضي. وفي ولاية سيدي بوزيد (وسط غربي تونس) فرقت قوات الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات حوالي 200 شخص حاولوا أمس اقتحام مقر الولاية لطرد الوالي، كما اطلقت الرصاص المطاطي في الهواء وضربت المتظاهرين بالهراوات لابعادهم. ومن المتوقع ان تحشد المعارضة اليوم الثلثاء انصارها في تظاهرة ضخمة لمناسبة مرور ستة شهور على اغتيال بلعيد. ودعت أحزاب سياسية معارضة الى «العصيان المدني» والاستيلاء على مقرات الولايات، إثر اغتيال البراهمي (58 عاماً) أمام منزله في العاصمة. وكان وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو أعلن أن قوات الامن في سوسة اعتقلت لطفي الزين، المشتبه بتورطه في اغتيال البراهمي في اول اعتقال يتم في هذه القضية. كما أعلن أن عملية أخرى فجر الأحد في العاصمة أدت إلى القبض على عز الدين عبد اللاوي المتهم بالتورط في اغتيال بلعيد. وفي عمليات أمنية أخرى اعتقل رجل يشتبه بأنه أعد لتنفيذ هجوم انتحاري، كما اعتقل ثلاثة «متدينين متطرفين» كانوا يحضرون لمهاجمة مصرف. وشيعت تونس أمس جنديين قتلا ليل الاحد - الاثنين بانفجار «لغم أرضي يرجح انه مضاد للدبابات، تحت دبابة كانت بصدد المشاركة في عملية تمشيط جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر خلال عملية عسكرية ضد متشددين.