فتح مسلحان النار على دورية عسكرية أمس في بنغازي قبل توقيفهما على إثر مطاردة مطوّلة، فيما قتل ضابط شرطة مع ابنه مساء أول من أمس بمنطقة الصابري في بنغازي أيضاً. وقال العقيد ونيس بوخماده لوكالة «فراس برس» إن «شخصين على متن سيارة فتحا النار فجر السبت على وحدة للقوات الخاصة المتمركزة في وسط مدينة بنغازي». وبعد مطاردة محتدمة أوقف المهاجمان واقتيدا إلى المقر العام للقوات الخاصة لاستجوابهما. وأفاد شهود أن عشرات الآليات المدرعة والمجهزة بمدافع والكثير من المدنيين قاموا بمطاردة السيارة التي استخدمها المسلحان وفتحوا النار عليهما. وأكد بوخماده أن «الموقوفين قد يسهمان في الكشف عن مرتكبي الهجمات والاغتيالات في مدينة بنغازي في الأيام الأخيرة». إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء الليبية إن ضابط شرطة بمديرية الأمن الوطني بمدينة سبها قتل مع ابنه البالغ من العمر 15 سنة ليلة أول من أمس بمنطقة الصابري بمدينة بنغازي. وأوضح مصدر أمني مسؤول للوكالة أن الضابط المقتول هو فوزي عيسى الأوجلي، وأن عملية اغتياله وابنه تمت بواسطة عبوة ناسفة زرعت في السيارة التي انفجرت بهما. كما فر 18 سجيناً الخميس بعد مهاجمة مسلحين قافلة كانت تنقلهم إلى السجن من محكمة في طرابلس، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الشرطة القضائية. ومنذ أشهر، تشهد بنغازي انفجارات وهجمات وتفجيرات تستهدف أجهزة الأمن، ما يعكس عجز السلطات عن إدارة قوات أمنية فعالة. وتكثف العنف في الآونة الأخيرة مع اغتيال المحامي والناشط السياسي عبد السلام المسماري في 27 تموز (يوليو) وعدد من الضباط في بنغازي. وغالباً ما تنسب هذه الهجمات إلى إسلاميين متشددين ينشطون في شرق ليبيا. لكن جماعة «الإخوان المسلمين» في ليبيا عبّرت عن إدانتها لسلسلة الاغتيالات الممنهجة والتفجيرات التي شهدتها بنغازي، واعتبرتها تصعيداً خطيراً يستهدف «إشاعة الفوضى وإجهاض ثورة السابع عشر من فبراير». ودعت الجماعة في بيان لها نُشر على موقعها الإلكتروني «كافة الشرفاء من أبناء الشعب الليبي إلى توخي الحذر والوعي بخطورة الموقف وضرورة التلاحم والوقوف صفاً واحداً للتصدي لما وصفته بالمؤامرة التي تسعى إلى إعادة إنتاج النظام السابق». وأكدت الجماعة أن خطورة الموقف الراهن تتطلب التفاف أبناء الوطن حول المؤسسات الشرعية التي أفرزتها الانتخابات والآليات الديموقراطية، ودعتهم إلى دعمها وحمايتها باعتبارها تشكل حجر الزاوية في بناء الدولة الليبية الجديدة. وحذرت الجماعة من خطورة الانجرار وراء أي مبرر لإسقاط المؤسسات الشرعية أو التفريط فيها.