ظهّرت المواقف السياسية من خطابي الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري والأمين العام ل»حزب الله» السيد حسن نصر الله، الشرخ السياسي القائم في البلاد وتعمقه. واذ أشاد رئيس «حزب الكتائب» أمين الجميل بكلام الرئيس الحريري، واصفاً مضمونه ب «المهم جداً على الصعيد الوطني ويمثل نقلة نوعية، بعدما وضع النقاط على الحروف»، اعتبر في حديث الى اذاعة «صوت لبنان» ان قول نصرالله ان المقاومة تقف الى جانب الجيش «لا يبني بلداً ولا ينقذ دولة، فهذا المبدأ يكرس قيادتين وسلاحين وأمرتين ولبنانين، ومصلحة الوطن لا تتأمن إلا بسلطة واحدة دستورية منتخبة من الشعب، تحدد طريقة التعاطي مع المؤسسات الرسمية، وتؤدي الى انبثاق السلطة في الجيش، وقوى الامن وكل ادارات الدولة». ورأى في المقابل ان خطاب الحريري «يؤكد مرة جديدة ان التحالف بين الكتائب وتيار المستقبل، وبعض الاحزاب الاخرى تحالف حول مبادئ وثوابت وقضية وطنية، وليس تحالفاً ظرفياً او لقاء حول مصالح. والكلام الذي سمعناه يؤكد تصميم تيار المستقبل، على السير بالثوابت الوطنية، ودفع البلد باتجاه الاعتدال الذي وحده ينقذ الوطن وكلام الحريري يكمل خطاب الرئيس ميشال سليمان في الفياضية، ويشكل البوصلة التي تؤمن خلاص البلد، ولا نفهم الحوار مع تورط قوى لبنانية في نزاعات الخارج. كما لا معنى لأي حوار اذا لم يؤكد حياد لبنان، والتطرف لا يخدم الحوار». وزراء وجدّد وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل في حديث الى الاذاعة ذاتها تأييده مواقف رئيس الجمهورية في عيد الجيش، لكنه اعتبر ان «ما قصده ان المقاومة الناجحة هي ان تكون ضمن لبنان، وعندما تحدث عن استعمال السلاح خارج الاراضي اللبنانية لم يقصد المقاومة فحسب بل جميع من يقاتلون في الخارج والرئيس لا يقصد شيئاً كما فسر»، معتبراً ان «رئيس الجمهورية اكد ان الجيش هو السلاح الاول والاخير لحماية الدولة»، ومذكراً بأن سليمان «كان اول المستنكرين لقرار الاتحاد الاوروبي بحق حزب الله». وأكد وزير الطاقة جبران باسيل أن «حزب الله يبقى الطرف الأنظف على الساحة الداخلية، ولكن لا نستطيع أن نتعرض للمهاجمة ويبقى حليفنا بمركز المتفرج». واعتبر في حديث إلى «صوت المدى» أن «طريقة إعلان الحزب تدخله في سورية تحتاج إلى نقاش»، وذكر بأن «تيار المستقبل سبقه الى المشاركة في القتال في سورية». ورأى أن «إطلاق الصواريخ بعيد كلام رئيس الجمهورية يدل الى فلتان أمني خطير في البلد»، وقال: «الصواريخ الاعنف هي في الكلام الذي انهال من كل حدب وصوب». واذ طالب ب «العمل من أجل صون حقوق المسيحيين»، تمنى على الجميع «المشاركة في الجبهة الوطنية التي تحدث عنها العماد ميشال عون». وتوقع وزير السياحة فادي عبود «حضور نواب التيار الوطني الحر الجلسة التشريعية العامة في 20 الجاري، بعد حسم ملف التمديد لقائد الجيش»، مطالباً الرئيس نبيه بري «باختصار جدول اعمال الجلسة وحصره بالملفات الحياتية والاقتصادية».وقال ل «صوت لبنان»: «هل أصبح من السهل لهذه الدرجة اطلاق صواريخ عندما يزعج كلام أي مسؤول بعضهم؟»، رافضاً «ربط المقاومة بفكرة ازدواجية السلاح حصراً»، ومستبعداً «ان نصل الى سلام دائم مع اسرائيل في حال نزع السلاح من «حزب الله» وانتهاء فكرة توازن الرعب بين الحزب والعدو الاسرائيلي». واشار الى ان «التيار الوطني الحر ضد تعريض لبنان لاخطار خارجية تحت أي ذريعة». وأكد ان «لا شرخ في تكتل التغيير والاصلاح وانما وجهات نظر مختلفة في الامور الآنية». نواب وشنّ عضو «كتلة المستقبل» النيابية محمد كبارة في بيان انتقادات عنيفة ضد نصرالله الذي «يريد ان يسرق فلسطين لمصلحة ايران وان يمذهب الصراع علناً، وهو يؤيد الجيش لفظاً، ويتآمر عليه فعلاً، وينكر وجود الدولة». وقال: «ليس صحيحاً يا سيد حسن أن الكون تآمر عليك وعلى إيرانك. فقيهك هو الذي قرر تصدير ثورته الفارسية إلى العرب، وكي تكون مقبولة لديهم ألبسها ثوب القدس، أليس صحيحاً يا سيد حسن أن حزبك الإرهابي المسلح هو الذي قتل قادة حركة أمل، من داود داود ومحمود فقيه، وغيرهما من القادة والعناصر يوم كان هذا الحزب الإرهابي يؤسس للسيطرة على الطائفة الشيعية الكريمة؟ وهو الذي خطف الرهائن العرب والأجانب في ثمانينات القرن الماضي؟ وقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله؟ وحاول اغتيال النائب بطرس حرب؟ كل هؤلاء لأنه يريد تحرير فلسطين؟». ولفت الى أن «سيد الحزب الإرهابي لا يعترف بالدولة اللبنانية لانه أسقطها». وسأل: «من قصف بعبدا والفياضية واليرزة ومبنى الأركان بالصواريخ من منصة آلية متحركة يا سيد الإرهاب؟». واختتم قائلاً: «القدس لنا يا سيد الإرهاب الفارسي. ولن يقف إرهابي فارسي على أسوار القدس، ما دام هناك عربي مسلم على قيد الحياة». وقال أمين سر «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ابراهيم كنعان في حديث الى اذاعة « لبنان الحر»: «لا نؤيد الدعوات لرحيل رئيس الجمهورية. فبالنسبة الينا، مهما كان موقفنا من الاشخاص، هناك مواقع اساسية لا سيما رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش والمؤسسة العسكرية، يجب الحفاظ عليها. واستهداف الجيش في عبرا وعكار والضاحية وفي أي منطقة مرفوض. وأسف رئيس الحزب «الديموقراطي» النائب طلال ارسلان، في بيان ل«الاستغلال الرخيص لخطاب رئيس الجمهورية في عيد الجيش ومحاولة استغلاله لترسيخ الانقسام السياسي في البلاد». وقال عضو كتلة «القوات اللبنانية» انطوان زهرا في مناسبة قواتية: «تجرأوا على قدس اقداس الجمهورية فأرسلوا صواريخهم باتجاه القصر الجمهوري، فبئس مقدساتهم عندما تتطاول على مقدسات الوطن»، ورأى ان «السلاح غير الشرعي يستدرج سلاحاً غير شرعي آخر، وكل الاسلحة غير الشرعية ستضرب السيادة والاستقرار، ولن يصح الا الصحيح».