طالب «الاتحاد الديموقراطي الكردي» الحكومة البريطانية بإصدار بيان يدين «التطهير العرقي» الذي يقوم به متشددون اسلاميون في شمال سورية، مشدداً على ضرورة «تدخل المجتمع الدولي لحماية الاقليات» في سورية، في وقت استمرت المواجهات بين مقاتلين اكراد من جهة ومقاتلي «الدولة الاسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة» من جهة ثانية في شمال البلاد. وقال ل «الحياة» احمد شمو عضو مكتب العلاقات الخارجية ل «الاتحاد الكردي» بزعامة صالح مسلم، ان وفداً من الحزب زار مقر وزارة الخارجية البريطانية اول من امس والتقى وفداً ضم مسؤولين في قسم الشرق الاوسط ومكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، لوضعهم في صورة الصراع بين «قوات حماية الشعب» من جهة ومقاتلي «الدولة الاسلامية» و «جبهة النصرة» من جهة ثانية، موضحاً ان الوفد الكردي تحدث عن «المجازر الوحشية والتطهير العرقي في المناطق الكردية في تل ابيض وتل كوجرات وتل حاصل وعفرين» في شمال البلاد وشمال شرقها، وانهم طالبوا ان «تدين» وزارة الخارجية البريطانية «المجازر وان تقوم بالعمل على حماية الاقليات وجميع الاثنيات ( في سورية) لأن هذه المجموعات الارهابية خطرة ليس فقط على الاكراد بل على المنطقة كلها». وطالب الوفد المجتمع الدولي ب «حماية المدنيين والاقليات» في سورية. وأوضح شمو ان مقاتلي «الدولة الاسلامية» و «النصرة» يحاصرون منذ نهاية الشهر الماضي بلدتي تل عرن وتل حاصل شرق حلب وانهم «قاموا بارتكاب جرائم بحق اكراد مدنيين بين ذلك قتل 70 شاباً» وانهم اعتدوا على اهالي بحجة انهم موالون ل «جبهة لواء الاكراد». وكان مقاتلو «جبهة لواء الاكراد» انتقلوا من القتال الى جانب «الجيش الحر» ضد قوات النظام السوري في حيي الاشرفية والشيخ مقصود في حلب، الى مقاتلة مقاتلي «الدولة الاسلامية» و «النصرة» في مناطق ذات غالبية كردية. وقال شمو: «عندما رأى مقاتلو «لواء الاكراد» ان المتشددين يقاتلون اهلهم الاكراد وقفوا ضدهم». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان اشتباكات دارت بين مقاتلي «الدولة الاسلامية» و «النصرة» من طرف و «قوات حماية الشعب» من طرف آخر في محيط بلدة تل حلف قرب مدينة راس العين قرب حدود تركيا و «وردت أنباء عن مصرع عدد من مقاتلي «الدولة الاسلامية» و «النصرة»، حيث قصف مقاتلون متشددون بقذائف الهاون والصواريخ محلية الصنع حي المحطة والمعبر الحدودي في مدينة راس العين. وكانت مواجهات عنيفة بين الطرفين اندلعت في وقت متاخر من ليل الجمعة - السبت في قرية التويمية الواقعة بين منطقة أصفر ونجار وقرية مشرافة في جنوب مدينة راس العين، إثر محاولة مقاتلين متشددين التقدم باتجاه المدينة، ما ادى الى مقتل ثلاثة من «الدولة الاسلامية» و «النصرة». الى ذلك، دعا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان جميع الكتائب والفصائل المقاتلة في الشمال السوري إلى «ضرورة الوعي بأهمية المرحلة الراهنة وضبط النفس والتحلي بالحكمة لضمان سلامة المدنيين وإخلاء سبيل أي أشخاص موقوفين أو معتقلين»، مذكراً ب «الأولوية القصوى لحماية المدنيين وتحييدهم عن أي صراع، وأن شرعية السلاح مرتبطة بسلوكه وبهدفه وانحيازه الكامل لمبادئ الثورة وأهدافها والدفاع عن المدنيين في وجه نظام (الرئيس بشار) الأسد وشبيحته هو الهدف الذي يجب أن تتوجه إليه جميع البنادق السورية». وشدد «الائتلاف» على ضرورة «الابتعاد عن الأعمال الاستفزازية بأشكالها كافة»، محذراً «كل من يستغل المرحلة الراهنة لتطبيق أجندات سياسية وترك القرار للشعب السوري الحر ليختار مصيره بملء إرادته». وأثارت تصريحات أدلى بها رئيس «المجلس العسكري في حلب» العقيد عبد الجبار العكيدي عن «الاتحاد الديموقراطي» وأكراد سورية. ونفى العكيدي في فيديو بُث على الإنترنت أمس أن يكون دعا إلى «إبادة الأكراد»، لكنه اعتبر هذا الحزب ذراعاً ل «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبد الله أوجلان، واتهمه بأنه «طعننا بالظهر». وقال: «الأكراد أهلنا وإخوتنا ونتعايش معهم وعلاقتنا ممتازة معهم، وكثير من الألوية مثل «أزادي» و «يوسف العظمة» و «صلاح الدين» و «جبهة لواء الأكراد» تابعة ل «الجيش الحر» وتقاتل معنا. لكن تكلمت فقط عن عصابات «بي كي كي» (حزب العمال) التي هي من شبيحة النظام وتؤذي إخوتنا الأكراد أكثر مما تؤذينا. أردت أن نتعاون مع إخوتنا الأكراد لمحاربة هذا الفصيل المجرم الذي يطعننا بالظهر ويفرض عليهم (الأكراد) الإتاوات ويمنعهم من التظاهر»، متمنياً أن يعود «الاتحاد الديموقراطي» إلى «رشده، وهذا الوطن للجميع».