تعد قناة «أورينت» السورية المعارضة من أوائل القنوات الفضائية التي غطّت الحدث السوري منذ بدايته قبل أكثر من عامين. وسبقت طواقم هذه القناة كل الفضائيات الإخبارية العربية والعالمية بما فيها «الجزيرة» و «العربية» و «بي بي سي» و«سي أن أن» في الوجود في الداخل السوري، بحيث انتشر مراسلوها في مختلف المحافظات السورية وقدموا التقارير المباشرة والمسجلة عن التطورات الميدانية، بدءاً من التظاهرات السلمية التي اجتاحت البلاد في العام الأول من الثورة، وصولاً إلى المعارك والاشتباكات العسكرية بين قوات الجيش الحر وقوات حكومة دمشق مع تحول الحراك السوري إلى ثورة مسلحة. وخلال أكثر من عامين تعرضت طواقم «أورينت» للقتل والاعتقال والخطف والتعذيب. لكنّ شهر رمضان شهد ارتفاعاً في وتيرة الانتهاكات بحق مراسلي ومقدمي وفنيي القناة العاملين في الداخل السوري، إذ تعرض خلال الأسبوع الجاري اثنان من مراسلي القناة لإصابات بليغة، نتيجة استهدافهم من قوات حكومة دمشق، وهما، مراسل النشرة الكردية بيشنك علو الذي أصيب برصاصة في ساقه أثناء تغطية الأحداث الميدانية قرب الجامع الأموي في حلب، ومراسل ريف دمشق هادي المنجد الذي تعرض لإصابة أدت إلى كسور في يده ورجله نتيجة سقوط قذيفة هاون في المطاحن في الغزلانية أثناء تغطيته عمليات الجيش الحر في المنطقة. وتأتي إصابة المراسلين بعد أيام من اختطاف طاقم القناة في مدينة حلب، والمؤلف من المراسل عبيدة البطل وفريقه الفني (3 أشخاص)، من دون معرفة الجهة المُختطِفة حتى الآن، فيما ما زال اختفاء الأب باولو مقدم برنامج «إقامة مؤقتة» على «الأورينت» في مدينة الرقة، خلال زيارته الأخيرة المدينة، مثيراً للجدل، وسط اتهام جهات إسلامية معارضة باختطافه في المنطقة. وأكدت منظمة مراسلون بلا حدود الخبر - إذ قالت إن أربعة صحافيين اختطفوا في حلب وإدلب قبل أيام من قبل مسلحين، وكان هؤلاء الصحافيون يعملون لحساب محطة «أورينت» السورية في منطقة تل رفعت في حلب الخميس الماضي، ويتألف الطاقم من ثلاثة سوريين، وهم مراسل وتقنيان، وقد صودرت معدّاتهم. أما لجان التنسيق المحلية المعارضة في سورية فأصدرت بياناً استنكرت فيه اختطاف طواقم «الأورينت»، وجاء فيه: «ازدادت في الآونة الأخيرة أعمال الاختطاف بحق الصحافيين والنشطاء الإعلاميين في المناطق المحررة، وكان آخرها اختطاف مراسل قناة «أورينت نيوز» في ريف حلب عبيدة البطل واثنين من رفاقه في فريق القناة على يد مجموعةٍ مجهولة. لجان التنسيق المحلية في سورية إذ تعرب عن استهجانها لهذه العمليات فإنها تناشد كل ألوية وكتائب الجيش السوري الحر للعمل على ضمان سلامة الطواقم الصحافية والإعلامية، العربية منها والأجنبية، وتسهيل عملها في المناطق المحررة حيث إن النظام هو المستفيد الأول من إعاقة عمل وسائل الإعلام في البلاد، وتدعو المجلس العسكري في حلب للعمل الفوري على إطلاق الفريق المخطوف وضمان سلامته وتتوجه لقيادة الجيش الحر لاتخاذ ما يمكن من الإجراءات لضمان سلامة الصحافيين في المناطق المحررة». صاحب تلفزيون «الأورينت» رجل الأعمال غسان عبود كتب على صفحته على فايسبوك: «إصابة اثنين من مراسلي «أورينت» من قبل الأسد ومليشياته إصابة بليغة، وهم: بيشنك علو في حلب أثناء تغطيته أحداث الجامع الأموي ليلة البارحة، وهادي المنجد في ريف دمشق اليوم. وكذلك لا يزال المراسل عبيدة البطل وفريقه مختطفين وتتضارب المعلومات عن الجهة الخاطفة! إنه استهداف مُركّز لمراسلي التلفزيون وكوادر مؤسسة «أورينت»، وهؤلاء الأوغاد الساعون لتغييب الحقيقة لن يصلوا إلى ضالتهم فالشعب السوري كله أصبح باحثاً عن الحقيقة». وتعد سورية إحدى أخطر الدول في العالم بالنسبة للصحافيين، إذ تعرض عدد من مراسلي التلفزيونات ووكالات الأنباء العالمية والعربية، للقتل والاعتقال والتعذيب، في حين أن طواقم «تلفزيون أورينت» تعد إحدى أكثر الوسائل الإعلامية تعرضاً لهذه الممارسات، التي لم تعد تقتصر على جيش النظام وأمنه، بل امتدت إلى بعض الكتائب المعارضة، خصوصاً أن هذا التلفزيون اتجه أخيراً لإظهار أخطاء هذه الكتائب وتجاوزاتها، ما دفع بعض الفصائل لاستهداف الطواقم العاملة على الأرض، وأدى إلى ارتفاع وتيرة الاستهدافات بحق العاملين في قناة «أورينت».