وجه وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل مذكرة إلى "البيت الأبيض" انتقد فيها الاستراتيجية الأميركية في سورية، وطالب واشنطن ب"الكشف عن نواياها إزاء نظام الرئيس بشار الأسد". وقال هاغل إن "الأسد قد يستفيد من الهجمات التي تشنها الولاياتالمتحدة على مقاتلي التنظيم، لكن السياسة الأميركية ما زالت تؤيد تنحيته". وأضاف هاغل أمام الصحافيين في مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع، أن "القتل الممنهج الذي مارسه مقاتلو "الدولة الإسلامية" لرجال القبائل العراقية هو عمل وحشي ويشف عن الحقيقة التي نتعامل معها". إلى ذلك، قال مسؤول في وزارة الدفاع الخميس تاكيداً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إن "المذكرة أرسلت الأسبوع الماضي إلى مستشارة الرئيس للأمن القومي سوزان رايس". وذكر تقرير الصحيفة، نقلاً عن مساعدي هاغل، أن "المذكرة هي مثال على أن وزير الدفاع هو أكثر تصميماً خلف الأضواء مما يشير إليه تحفظه في العلن". وقالت الصحيفة إن "هاغل حذر من أن السياسة الأميركية في سورية معرضة للفشل، بسبب الارتباك الذي يحيط بموقف واشنطن من الأسد". وركزت إدارة أوباما على ضرب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق أولاً، ووصفت الغارات التي تنفذ بقيادتها في سورية بأنها تهدف إلى "ضرب خطوط إمداد الجهاديين". وتخطط واشنطن كذلك لتسليح وتدريب خمسة آلاف من المعارضين السوريين المعتدلين، ولكنها لم تلتزم بضرب قوات النظام السوري التي تهدد المعارضة المعتدلة. ووجّه بعض المشرعين الأميركيين والمحللين والضباط المتقاعدين والمعارضين السوريين، انتقادات شديدة لسياسة أوباما في سورية، واتهموا الإدارة الأميركية بتحسين موقف الأسد عبر ضرب التنظيم من دون مواجهة النظام. ووصف أنتوني كوردسمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، والذي عمل مستشاراًَ لوزارة الدفاع (البنتاغون) مراراً، السياسة الأميركية في سورية بأنها "فوضى استراتيجية". وفي سياق متصل، اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية أنه "من الضروري إرسال مستشارين عسكريين أميركيين إلى محافظ الأنبار، لمقاتلة التنظيم، شرط أن تسلح بغداد القبائل السنية". وقال قائد الجيوش الأميركية الجنرال مارتن دمبسي، إنه "من الضروري توسيع مهام التدريب والمساعدة إلى الأنبار".