إختار مجلس مجلس محافظة نينوى أمس أثيل النجيفي محافظاً لولاية ثانية، ورئيس قائمة «التعايش والتآخي» المدعومة من الأكراد رئيساً للمجلس، فيما اتهمت كتلة «متحدون» في الانبار المحافظ المنتهية ولايته قاسم الفهداوي بتأجيل انتخاب رئيس جديد ل»تفتيت» تحالفات الكتلة. وكان النجيفي دعا القوائم الفائزة في الإنتخابات إلى حضور أول جلسة للمجلس (39 مقعداً) أمس، سبقها إعلانه تشكيل «كتلة النهضة» التي تضم 14 عضواً، ب»تفاهم مسبق مع قائمة التآخي والتعايش (11 مقعداً) لتشكيل حكومة محلية بغالبية ثلثي أعضاء المجلس». في الأنبار أحرزت قائمة «متحدون» بزعامة رئيس مجلس النواب (شقيق محافظ الموصل) اسامة النجيفي المركز الأول، وحلت قائمة «عابرون» بزعامة قاسم الفهداوي ثانياً في الإنتخابات. وقال عضو مجلس محافظة نينوى عن مقعد المسيحيين انور متي هدايا ل»الحياة» إن «المجلس عقد جلسته وسط أجواء إيجابية أظهرت رغبة الغالبية في التركيز على تقديم الخدمات، وترك الخلافات السياسية، والتوجه نحو حل الخلافات مع الحكومة الاتحادية»، مشيراً إلى أن «الجلسة سجلت غياب العضو غانم البصو (المحافظ الاسبق)، وتم انتخاب بشار حميد من قائمة التآخي والتعايش (مدعومة من الأكراد) رئيساً للمجلس بحصوله على 30 صوتاً، وإعادة انتخاب المحافظ اثيل النجيفي ب32 صوتاً، على أن يتم تشكيل اللجان في الجلسات المقبلة». وشدد على أن «التفاؤل كان سيد الموقف في القدرة على حل الإشكالات السابقة خصوصاً بعد انحسار المعارضة في نطاق ضيق». من جانبه، قال رئيس قائمة «البناء والعدالة» (ثلاثة مقاعد) دلدار عبدالله الزيباري ل»الحياة» ان «الجلسة كانت قانونية، لكن تم اختيار الشخصيات والكيانات ذاتها التي لها مواقف واضحة من القضايا الرئيسة وستكون لها تداعيات خطيرة جداً، كونها لا تمثل رأي الغالبية في المحافظة، التي عزفت بنسبة 80 في المئة عن المشاركة في الانتخابات، ما يؤكد عدم قناعتها، فضلاً عن ان المحافظ يبدو ضعيفاً ولديه إطار ضيق من الأهداف، وكتل سياسية مبعثرة قد لا تقدر على إبداء موقف». ولفت إلى «وجود نقاط غير مشجعة، وما عانيناه سابقاً من ضعف في الرقابة شكل فشلاً حقيقياً، ونتوقع أن يستمر، وسنواجه تحديات أخرى، كالأمور التي لها أبعاد إقليمية ومحاولات لإبرازها وتفجيرها داخل العراق، والعامل الطائفي الذي قد يكون أحد عناوينه المطروحة مسألة تشكيل الأقاليم، فضلاً عن المناطق المتنازع عليها مع إقليم كردستان في ظل النقاشات الجارية حول ترسيم الحدود الإدارية للمحافظات، والأمن المتردي مع استمرار التقاطع بين قيادة القوات المسلحة والمحافظ، والفشل الاقتصادي جراء استمرار عقلية اتباع المركزية، ونؤكد أنه من دون وجود معطيات جديدة، فلا أمل في حلها». وعن عودة الأكراد بقوة إلى المجلس، قال زيباري إن «عودتهم تمت في الدورة السابقة نتيجة تنازلات قدمها المحافظ، وهم لم يحصدوا أكثر مما كان متوقعاً، لكن الضعف كان في الطرف الآخر، فضلا عن رداءة الوضع الأمني أثناء الانتخابات، كما حصلت حالات تزوير في المناطق المتنازع عليها، وإلغاء العديد من الصناديق، وتركت أخرى على أساس حل الخلافات بأسلوب الصفقات». في الأنبار أعلن مجلس المحافظة تأجيل جلسته المخصصة لاختيار رئيس ومحافظ جديدين إلى السبت المقبل، في أعقاب فرض حظر للتجول عزته شرطة المحافظة إلى «ورود تهديدات بشن هجمات إرهابية». وقال القيادي في ائتلاف «متحدون» خالد العلواني في بيان أمس إن ائتلافه «وفي اجتماع عقده الثلثاء مع الكتل المتحالفة معه شكل تحالفاً جديداً مع كتلتين هما كتلة الإرادة الشعبية، وكتلة الوحدة الوطنية ليصبح عدد أعضاء التحالف 20 عضواً»، وأضاف أن «المجلس عقد اليوم (أمس) جلسة اتسمت بالود والتعاون وسارت الأمور بشكل طبيعي، وتلقينا نبأ إعلان حظر التجول واعتقدنا بأنه جاء لتسهيل سير الجلسة، لكن فوجئنا بإعلان محافظ الانبار السابق تأجيلها إلى السبت المقبل»، واصفاً القرار بأنه «وسيلة ضغط على أعضاء المجلس واستمرار عملية ابتزازهم من أجل تغيير قناعاتهم في الاختيار لصالح كتلة معينة ومن أجل تفتيت التحالف الجديد».