انتقد الأمين العام لحزب البعث العراقي المحظور عزة الدوري تورط الرئيس الراحل صدام حسين في غزو الكويت، ورفض استهداف عناصر القوات العراقية، واعتبر مقاتلي تنظيم «القاعدة» إخوة للبعثيين في «الجهاد». وقال الدوري في كلمة متلفزة بثت الليلة قبل الماضية في مناسبة مرور 45 سنة على تسلم الحزب مقاليد الحكم: «تمر علينا اليوم الذكرى الخامسة والأربعون لثورة تموز المجيدة، ونحن وبلدنا وشعبنا الثائر قد دخلنا في السنة الحادية عشرة للاحتلال الإمبريالي الصهيوني الصفوي لعراقنا الحبيب، ونحن في صراعنا التاريخي الملحمي مع حلف الشر والرذيلة حلف الغزاة البغاة الجناة». وسأل الحكام العرب: «أين أنتم مما يحصل في العراق، عراق العروبة على مدى أكثر من عشر سنوات خلت من القتل والذبح والتشريد والتهجير والتخريب والتدمير لكل معالم الحياة في بلد الحضارات والتقدم؟». وأضاف «إن كنتم تخافون وتخشون من أميركا فقد سقطت أميركا في وحل العراق، وهي ما زالت تتدحرج في الهاوية إلى اليوم، انظروا كيف تتعامل اميركا بخوف وحذر شديدين وتتردد بل وتجبن وتتخاذل أحيانًا مع الملف النووي الإيراني الذي سيفاجئ العالم عن قريب بسلاحه النووي، ثم انظروا كيف يتعاملون في موضوع سورية، وفي موضوع العراق، وحتى في أفغانستان تراجع وتقهقر من خوف وحذر عن دورهم الذي كانوا عليه قبل احتلال العراق». الى ذلك، حذر الدوري «من التعرض العشوائي إلى منتسبي الجيش والشرطة، وهم يؤدون واجبهم الوطني في السيطرات وفي الدوريات، وفي ملاحقة الإرهاب الحقيقي الذي يقتل العراقيين على الهوية». وقال «اعلموا أن ما يجري اليوم من قتل على الهوية للعسكريين والمدنيين هو من فعل الميليشيات الصفوية حصراً ولا أعتقد بأن القاعدة ومقاتليها الحقيقيين لهم فيها يد، وإنما يستخدم اسم القاعدة للتغطية على الجرائم البشعة، ومع ذلك فإني أقول لقيادة القاعدة في العراق وهم إخوتنا في الجهاد استهدفوا أعداء العراق فقط وجاهدوا من اجل تحرير العراق». وأشار الى أن «أي استهداف للجيش والشرطة وكل العاملين المدنيين في حكومة العملاء الذين لم تثبت عليهم خيانة وعمالة وعدوانية على الشعب ومقاومته فهو يصب في مصلحة حلف الغزاة، أي في مصلحة أميركا وإسرائيل وإيران الصفوية وفي مصلحة عملائهم وأذنابهم». واعتبر ان القيادة السياسية في العراق خلال تسعينات القرن الماضي «تم توريطها في دخول الكويت، وذلك لتأليب الأمة وقواها الفاعلة ضد العراق. وأقولها للتاريخ أنه لولا المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ما انتصر العراق في قادسية العرب الثانية على الغزو الصفوي للأمة». وأوضح أن القيادة العراقية «ارتكبت آنذاك تلك الهفوة التاريخية التي أوقفت المسيرة التحررية التقدمية لثورة تموز التي بنت عليها الأمة الآمال العريضة في تحرير فلسطين وتحرير الأمة وتوحدها ثم بناء مستقبلها وحضارتها أمل الأمة الوحيد لتحرير فلسطين الحبيبة والأحواز وكل شبر ضاع واغتصب من أرض العروبة». وأشار الى أنه من نتيجة ذلك «عادت عجلة التاريخ إلى الخلف إلى حالة التقهقر والتردي والضياع للأمة إلى عصر التمزق والتناحر والتقاطع وعاد الاستعمار إلى العراق والأمة يعيث فسادًا وتخريبًا ودمارًا وسلبًا لحريتها وثرواتها». وقال إن هذا «الذي أراده الغزاة البغاة من غزوهم للعراق فقد دمروا كل شيء فيه قتلوا أكثر من مليوني شهيد وشردوا ودمروا حياة الملايين». ودعا الدوري «الشعب العراقي وجميع قواه الوطنية والقومية والإسلامية وقوى الأمة الوطنية القومية الثورية المناضلة إلى إقامة وحدة حقيقية للنضال... تعالوا نتفق ونتوحد على هدف واحد مبدئي واستراتيجي لجهادنا وكفاحنا لا يختلف عليه اثنان من ابناء شعب العراق وجماهيره الثائرة.