أكد الروائي والشاعر محمد الفوز إن الرواية السعودية حاضرة في المشهد الثقافي «وذات حراك متجاوز عن غيرها من أدبيات الكتابة، ولكن الاقتراب من الدراما منعطف حاد ومغامرة ممسوسة بالحذر الشديد من المنتج أولاً ومن المخرج ثانياً، فإذا قلنا أن الشللية أرهقت كاهل الأدباء السعوديين فهذا شيء لا يختلف اثنان عليه، ولكن قِلّة الدعم والاتكاء على الكوميديا الصفراء وعدم الاكتراث بما هو ثقافي أو روائي هو أمر بالغ الترف والملل، ولنا في المخرج أنور عكاشة مثال عظيم من حيث أعماله الدرامية التي يصح أن نُطلق عليها إبداعية ونموذجية في تاريخ الدراما التلفزيونية، بينما يعجُّ تلفزيون الخليج بمسلسلات فارغة. وعلى نحو الخصوص لا يوجد مسلسل سعودي يعرض في رمضان حتى هذه اللحظة يستحق أن نتسمر أمامه في زاوية ضيقة، والأسباب كثيرة أهمها النقص الحاد في الخبرة والاتكال على التهريج وسفاسف العرض الذي لا يخلو من المبالغة، ناهيك عن الابتذال في الطرح إلى جانب طابور طويل من (مزايين) التمثيل اللواتي لا يُمارسن الحد الأدنى من الدراما... وتفتقر صيغة العمل إلى القيمة الإبداعية، وهذا لا يمكن أن نُحمِّل الروائيين جانبه». ولفت الفوز إلى أن العلاقة بين الدراما والأدب «شبه معدومة خليجياً، في حين الاعتماد فقط على سيناريو فجّ وليس عميقاً يؤهل المسلسلات إلى المنافسة عربياً وإقليمياً من ناحية جودة الإنتاج وفخامة الطرح، وهذا كله تتكبد خيباته القنوات الهاربة من دور المسؤولية الثقافية، إلى أن تكون متجراً لعرض أجساد وشاشات صغيرة تشع في عين المتلقي العادي وهي تُدَجّن المشاهد وتقولبه لأن يكون أكثر حماقة وأقل فهماً لسُبُل الحياة، وبالتالي لا يمكن أن نعوّل أبداً على الدراما السعودية التي همها الأكبر تسطيح الرأي وتغليف الدراما بالسخرية، وأتمنى أن نصل يوماً إلى الدراما المصرية أوالسورية أو حتى المغربية. في النهاية يجب أن نتعلم قليلاً ماهيّة الفن ونُجدد مفاهيمنا الاجتماعية والسياسية والتاريخية، فإما أن تكون الدراما جزءاً من صناعة واقع مختلف ومتغير أو علينا أن نبحث عن قنوات عربية أخرى تحترمنا أكثر كسعوديين وهو ما يحدث، إذ إن القنوات السعودية الرسمية تحديداً تكاد تكون نسبة المشاهدة فيها 10 في المئة وربما أقل».