فيما لم تفصح السلطات الأمنية عن تفاصيل حادثة المعنفة حنان الشهري التي وجدت محروقة في مطبخ منزل أسرتها الشهر الماضي، رجحت مصادر قريبة من الضحية ل«الحياة» أن عضلها من الزواج بمن أرادت، بجانب تعنيفها من أخيها وخالها أسباب قادت حنان الشهري إلى الانتحار بإضرام النار في نفسها. وبحسب معلومات روتها إحدى قريبات الضحية (فضلت عدم ذكر اسمها) ل«الحياة»، فإن الضحية التي كانت إحدى طالبات كلية التربية في بيشة، واجهت معاملة قاسية من أخيها بعد وفاة والدها، كان آخرها رفضه إتمام زواجها من شاب تقدم لخطبتها ودفع مهرها لخالها، الأمر الذي دفع حنان لشرب مادة البنزين وإضرام النار في جسدها قبل أن تفارق الحياة بعد يوم من وصولها إلى مستشفى «محايل عسير» متأثرة بجراحها، طبقاً لحديث قريبة حنان إلى «الحياة». وتأتي التطورات الجديدة في قضية حنان الشهري بعد التفاعل الإلكتروني الذي وجدته في مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الحالية. من جهته، أكد المشرف على فرع هيئة حقوق الإنسان في منطقة عسير الدكتور هادي اليامي أن فرع الهيئة النسائي يتابع القضية وسيصدر فيها بياناً في القريب العاجل، لافتاً إلى أنهم يتابعون التحقيقات في الحادثة بشكل دائم. وفيما رفض المتحدث الأمني في منطقة عسير التعليق على الحادثة حتى انتهاء التحقيقات، أوضح محافظ محايل عسير محمد بن سبرة أن مستشفى محايل عسير استقبل حال المذكورة من دون أن يطلع على التفاصيل حتى الآن، مشيراً إلى أن تفاصيل القضية لدى الجهات الأمنية. بدوره، اعتبر الناشط الحقوقي في منطقة عسير محمد العسيري أن عدد قضايا العضل، وزواج القاصرات، وإهانة المرأة، والتعذيب والتعنيف، ليست بالقليلة في المنطقة، بسبب قلة الوازع الديني والتمسك ببعض العادات الاجتماعية. ولفت إلى أن الحرج والخوف يدفع بعض النساء إلى تحمل الأذى وعدم التقدم بشكوى، الأمر الذي يجعل معرفة العدد الحقيقي لمثل هذه الحالات غير معروف. وشدد العسيري على ضرورة اجتماع هيئة حقوق الإنسان بشيوخ القبائل للتوعية في هذا الشأن، داعياً إلى أن يكون للعلماء والدعاة دور في منع مثل هذه الحالات، من خلال زيادة الوعي بخطأ بعض العادات والمفاهيم الاجتماعية.