محكوم بعشرة أعوام في تهمة مخدرات يستبشر برمضان خيراً ويؤمل خروجه بعفو ملكي، ويحلم بأداء الحج والعمرة ولقاء أهله والعودة إليهم بعد التوبة. وآخر يتنافس مع أصحاب السجن في ختم المصحف وحفظه، ويقول: «الوحدة وفقدان الأهل يصيباني بالحزن الشديد، خصوصاً أني أقضي أول رمضان خلف القضبان بعيداً عن أطفالي». والنزيل (ع. ح. ق) المحكوم عليه بالإعدام في قضية قتل، الذي حفظ القرآن الكريم كاملاً في السجن ويطارده شبح (الموت) في صحوه ومنامه، يؤمل في أهل الخير التوسط في قضيته وأن يشفعوا له عند أهل المجني عليه بالعفو وقبول الدية، ويعترف أقدم سجين صام 17 عاماً خلف القضبان أن الألم يعتصره كلما نظر في المرآة إلى وجهه ورأى التجاعيد تتسلل إليه، والشيب يشتعل برأسه وهو يضع كل ما يعانيه في كفة، ترجح بها الكفة التي بها ذكرى رحيل والده في غيابه. قال السجين (ع. م. ن) المحكوم بعشرة أعوام في تهمة مخدرات ل«الحياة»: «رمضان في السجن يختلف كثيراً عن خارجه، فهذا أمر كتب علينا أن نقضيه في السجن، ولكن ما يخفف علينا المعاناة، تكثيف العبادة التي لا يستطيع معظم الناس القيام بها بقية أيام العام، فنستعد لرمضان داخل السجن استعداداً خاصاً بقراءة القرآن وحفظه، ومزاولة الأنشطة الرياضية المتوافرة لنا في العنابر». ويضف: «بمجرد أن يعلن أن رمضان غداً، نشعر أن هناك خيراً مقبلاً علينا، فالكثير من المساجين يشملهم العفو الملكي، وينتظرون شهر الخير بفارغ الصبر، والكل ينتظر اسمه مع الذين تم العفو عنهم، البعض يفرح بخروجه، والبعض الآخر تصيبه خيبة أمل ويندب حظه العاثر». ويتابع: «شهر رمضان حساس جداً لدى المساجين لأنهم يتذكرون عائلاتهم، وأن كلاً منهم يفتقد إلفه ويحن إليه كثيراً». مشيراً إلى أن سلسلة المحاضرات التي يلقيها طلبة العلم لها دور كبير في إصلاح النزلاء. ويتمنى أن يحل رمضان المقبل وقد خرج من السجن، وتحقق حلمه بالحج والعمرة ولقاء أهله والعودة إليهم بعد التوبة. من جهته، يرى السجين (ن. ف. ع) أن الحياة الرمضانية داخل السجون لها طعمها المختلف، لأنها تتحول لحلقات ذكر وتسبيح، فيتسابق النزلاء في ختم المصحف وحفظه. ويستدرك بقوله: «ولكن الوحدة وفقدان الأهل يصيباني بالحزن الشديد، خصوصاً أنني أقضي أول رمضان خلف القضبان بعيداً عن أطفالي». ويضيف: «من أكثر ما يميز رمضان خلف القضبان هو صلاة التراويح وتجمعنا خلف الإمام، وبعد صلاة التراويح نجلس نستمع للدروس والمواعظ، إضافة إلى المسابقات الدينية الهادفة التي تنظمها إدارة الإصلاحية، وبعدها نترك كل بحسب قدرته سواء بقيام الليل أم قراءة القرآن أم الكتب أم مشاهدة التلفاز». مؤكداً أن أصعب رمضان يمر عليه هذا العام، لأنه أول رمضان يقضيه داخل السجن. ويقول النزيل (ع. ح. ق) محكوم عليه بالإعدام في قضية قتل، وقضى في السجن خمسة أعوام، حفظ خلالها القرآن الكريم كاملاً: «الحمد لله وجدت الوقت الذي أحفظ فيه القرآن الكريم خصوصاً في شهر الخير». ويضيف: «استفادتا من الأنشطة الرياضية والثقافية التي تقدمها الإصلاحية، وتشمل الأنشطة الرياضية، مثل التنس والبلياردو، والأنشطة الثقافية مثل المحاضرات والمسابقات التي تقام في شهر رمضان». ويتابع: «كلي أمل وثقة في إمكانية إنقاذي من الموت البطيء الذي أتعرض له يومياً خلف القضبان، فزهرة الشباب تذبل، وأنا أدخل السجن»، متمنياً من أهل الخير التوسط في قضيته وأن يشفعون لدى أهل المجني عليه بالعفو وقبول الدية.