رفعت شفاعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير مكةالمكرمة السيف عن رقبة سعود القثامي. وبروز الأزمة بين أسرة المجني عليه وذوي الجاني ودورها في تعطيل مساعي العفو لعدة أشهر لم تفلح في نسف آمال عتق رقبة الجاني. هذا ما حصل في المساعي الكبيرة التي بذلتها لجنة إصلاح ذات البين بإمارة منطقة مكةالمكرمة في قضية المحكوم بالقصاص سعود القثامي والذي تنفس الصعداء بعد عودة جهود ممثل اللجنة الشيخ عبدالله بن حماد العصيمي وعدد من أقاربه لمسار التفاوض والإقناع من أهل الدم في ظل الخلاف الذي نشب في إحدى جلسات الإقناع. وكانت واقعة القتل قد فجعت أبناء قبيلة القثمة في الطائف وضاحية أم السلم القريبة من محافظة جدة عندما أقدم سعود القثامي على قتل عبدالله قليل القثامي 34 عاما في مدينة الطائف على إثر خلاف نشب بينهما دفعته نزغات الشيطان إلى فجيعة هزت أركان أسر أقارب وذوي طرفي القضية وذلك في 28/12/1426 ه ووصف فضيلة الشيخ عبدالله بن حماد العصيمي ملامح التدخل في القضية أنها بدأت من طلب أحد أعيان قبيلة القثمة في الطائف التوسط لدى أولياء أهل الدم الذين كانوا يرفضون التدخل كونهم لا زالوا متأثرين بصدمة مقتل ابنهم الذي يعول أسرة مكونة من ثلاثة أبناء ووالدتهم. وأضاف : وقد وقفنا على أبواب أهل الدم في ضاحية أم السلم بمحافظة جدة وفي مقدمتهم خالد قليل القثامي شقيق المجني عليه الذي سعى في إقناع أفراد أسرته رغبة فيما عند الله من الأجر والمثوبة وقبولاً لشفاعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس مجلس إدارة لجنة إصلاح ذات البين بالإمارة. وقال خالد قليل القثامي شقيق المجني عليه : بحجم فاجعتنا في شقيقنا بحجم ما نحن مقتنعون بالعفو والتنازل أمام الله تعالى ثم أمام الجهات المعنية وسوف نتجه لمحكمة جدة خلال رمضان لتحرير التنازل بحضور والدتنا وأولاد شقيقي “المجني عليه “ وأضاف : ولا نخفي عليكم تأثرنا بتوجيهات ممثل لجنة إصلاح ذات البين الذي أحياء في نفوسنا قيم العفو والتسامح وملأ قلوبنا بالرضاء والقناعة ونزغ الغيظ بمجرد سماعنا لتوجيهات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن ما أعده الله تعالى للعافين عن الناس والكاظمين الغيظ. في الاتجاه ذاته قال أبناء المجني عليه.. صالح وماجد ومشاري : لا نملك إلا أن نرفع أكف الدعاء بأن يغفر ويرحم والدنا الذي فقدنا من عدة سنوات وهذه أقدار الله تعالى التي كتبها ونسأل المولى أن يرزقنا الصبر والأجر وأن يكفينا شرور أنفسنا وأضاف : لقد شعرنا بالأبوة الحانية لممثل اللجنة وهو يطرح أمامنا شفاعة وتدخل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز على مدار خمس جلسات في ظل قناعتنا وإصرارنا بمبدأ تنفيذ حكم القصاص ولكن معرفتنا بآثار التنازل والعفو والأجر الذي أعده الله للعافين عن الناس وقياسنا بين نتائج التنفيذ والعفو وتغليب كفة العفو قادنا للتنازل عن قناعة داعين المولى عز وجل أن يغفر للميت وأن يهدي الحي للطريق القويم. في الاتجاه ذاته عاش السجين سعود القثامي الذي يقبع خلف قضبان سجن مسرة في الطائف فرحة عارمة وهو يستقبل نبأ العفو عنه في أول أيام شهر رمضان المبارك حيث رفع عدد من أفراد أسرته الشكر والدعاء لسمو أمير المنطقة ورئيس مجلس إدارة لجنة إصلاح ذات البين على تحملهم عناء التدخل ودورهم المضيء في عتق رقبة ابنهم بإقناع أهل الدم.