طالب قادة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض مجلس الأمن الدولي بممارسة مزيد من «الضغط الدولي» على نظام الرئيس بشار الأسد للقبول بانتقال سياسي من اجل انهاء النزاع في سورية، ودعوا روسيا الى وقف تسليم «النظام المجرم» اسلحة. وكان السفير الروسي فيتالي تشوركين حضر الاجتماع غير الرسمي الذي دعت إليه بريطانيا لأعضاء مجلس الأمن مع وفد «الائتلاف» برئاسة احمد الجربا. وركزت الطروحات في الاجتماع على السكة السياسية والإنسانية من النزاع السوري، فيما شقت السكة العسكرية طريقها الى لقاءات ثنائية لوفد «الائتلاف» مع مندوبي دول اجتمع بهم في عشاء أقامه السفير السعودي عبدالله المعلمي. وقال السفير المعلمي ل «الحياة» إن أهمية حضور الوفد الى نيويورك هي أنه «إطلالة لوجه الشعب السوري أمام المجتمع الدولي واللقاء بالفعاليات المختلفة في الأممالمتحدة والدول الأعضاء وإتاحة الفرصة لهم للتعرف في شكل مباشر على طبيعة المعركة التي يخوضها الشعب السوري لتقرير مصيره وحجم المعاناة التي يواجهها نتيجة التعسف الذي يفرضه النظام في قمع صوت الشعب السوري وتطلعاته الى حياة أفضل وإلى الحرية والكرامة». وأوضحت مصادر مطلعة إن أبرز ما ركز عليه وفد «الائتلاف» هو «التأكيد على وحدة المعارضة وإنها متحدة تمثل صوتاً واحداً وإزالة المخاوف من بعض العناصر المتطرفة، الى جانب التركيز على الوضع الإنساني الملح وضرورة إيجاد وسيلة لإيصال المعونات الإنسانية». وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت في أعقاب الاجتماع في مجلس الأمن إن الوفد السوري «شكك» في التزام الأسد بعملية سياسية انتقالية، وأنه أكد «إنهم ملتزمون «جنيف - 2» إنما على أساس «جنيف - 1» كاملاً». وأفاد بأن النظام يبدو للمعارضة ليس ملتزماً بالعملية السياسية الانتقالية. وقال: «وجدت التزامهم مقنعاً» لجهة الحل السياسي، وأن «بيان جنيف» يعني بكل وضوح لوفد المعارضة مغادرة الأسد الرئاسة، كما جاء في «بيان جنيف1»، عندما نص على سلطة انتقالية ذات صلاحيات كاملة. وقال السفير الفرنسي جيرار آرو في أعقاب اللقاء: «إن الحاجة الى قيام النظام بإثبات التزامه «بيان جنيف»، وأشار الى أن تصريحات مسؤولي النظام تؤكد بقاء الأسد حتى انتخابات 2014. وأضاف أن مسألة التطرف في صفوف المعارضة تم التطرق إليه إنما ليس فقط من ناحية «القاعدة» وإنما أيضاً من ناحية «حزب الله» أيضاً. وأكد أن الوفد ركز على ضرورة قيام مجلس الأمن بإجراء ما أمام الوضع الإنساني المتدهور. وقال: «في حال عدم انعقاد «جنيف - 2» إننا في فرنسا، نرى أنه يجب طرح مسألة وصول المساعدات الإنسانية الى الداخل السوري في مجلس الأمن». وأكد آرو أن مفهوم «بيان جنيف» هو خروج بشار الأسد من السلطة، موضحاً إن وفد المعارضة لم يضع شروطاً إضافية الى ما هو المفهوم الواقعي لبيان «جنيف -1»، مشيراً الى أن النظام هو الذي «يقفز على «جنيف - 1» وإن عدم تنفيذه ليس بسبب موقف المعارضة. واعتبر السفير الروسي الاجتماع «مفيداً» وإن العراقيل هي تلك التي تشكلها المواقف أمام انعقاد «جنيف -2». وشدد تشوركين على أن الاجتماع الذي عُقد بموجب صيغة «آريا» لم يكن أبداً اجتماعاً لمجلس الأمن، وحرص تشوركين على إلقاء اللوم على المعارضة، مطالباً أن نتوجه الى «جنيف -2» من دون شروط مسبقة. وقال ديبلوماسيون ان مجلس الأمن الدولي عقد اجتماعاً غير رسمي لأن روسيا، قالت ان اجتماعًا رسمياً من شأنه ان يعد اعترافاً ب «الائتلاف». وقال ممثل «الائتلاف» في نيويورك نجيب الغضبان: «طلبنا منهم (روسيا) وقف تقديم الدعم السياسي والعسكري للنظام المجرم ليواصل جرائمه ضد الشعب السوري». وقال الجربا بعد الاجتماع: «نحتاج الى ضغط دولي اقوى ليوافق نظام الأسد على انتقال سياسي». ولم يطلب الجربا في شكل مباشر اسلحة، لكنه قال «طالما ان نظام الأسد يشن حرباً ضد الشعب السوري فيجب ان يكون للمعارضة الحق في الدفاع عن نفسها».