ناشد مركز إعلامي وحقوقي المنظمات الإنسانية والإغاثية التدخل ل «وضع حد» لمعاناة آلاف المعتقلين في «سجن حلب المركزي» في حلب شمال البلاد، متهماً إدارة السجن ب «سرقة قسم من وجبات طعام» يدخلها عاملون في منظمة الهلال الأحمر السوري. وقال «مركز مسار الإعلامي» في تقرير عن وضع السجن، إن معاناة السجناء وعددهم نحو خمسة آلاف شخص بدأت قبل نحو سنة لدى تعيين مدير جديد للسجن بدلاً من آخر كان «متعاطفاً جداً مع السجناء»، ذلك أن المدير الجديد «أتى بالدبابات والأسلحة الثقيلة إلى محيط السجن وأقام الحواجز العسكرية لاعتراض المدنيين على الطرقات والشوارع القريبة من السجن، فأثار ذلك حفيظة «الجيش الحر» الأمر الذي استدعى تحركاً منهم»، غير أن هذا المدير رد بأنه «شدد كثيراً على السجناء حتى انفجر الوضع وتسبب باستعصاء من قبل السجناء في الثالث من رمضان من العام الماضي. ونجم عن الاستعصاء سقوط حوالى 20 قتيلاً في صفوف السجناء العزل، حيث مُنعت مذذاك الزيارات الدورية لهم لا سيما السياسيين منهم». وتابع: «حصار «الجيش الحر» لمدرسة المشاة لاحقاً ثم تحرير مستشفى الكندي وضرب حاجز قريب من السجن، ولدت رد فعل عنيفاً تجاه المعتقلين السياسيين» من قبل أحد الضباط الذي أطلق وزميل له «النار علينا عبر أبواب المهاجع والنوافذ فأصيب أحد المعتقلين». وأشار إلى أنه بعد ذلك جرى تغيير إدارة السجن التي انتهجت «تحسين المعاملة». وساءت ظروف المعتقلين مجدداً بسبب الاشتباكات في محيط السجن بين «الجيش الحر» والجيش النظامي خصوصاً بعد استخدامه من قبل النظام مركزاً للقناصة والعمليات العسكرية في حلب. وعندما أطلق مقاتلو المعارضة معركة «فك الأسرى» عادت معاملة إدارة السجن إلى السوء. وقال المركز: «كانت الشرطة تعطي مع بداية الحصار كأساً من الطحين لكل فرد من نزلاء السجن، فكان السجناء يحرقون ملابس وبطانيات ليقوموا بخبز الطحين المقدم إليهم، واستمرت هذه الحال إلى أن نفد الطحين، ثم قدموا إلى إليهم البرغل بديلاً من الطحين فكانوا يطبخونه بالطريقة عينها». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد أن سجناء أكلوا طيوراً وقططاً بعد تراجع كميات الوجبات الغذائية إلى حد وصلت في بعض الأحيان أن تكون حصة السجين ملعقة مربى في اليوم. في هذه الظروف، بدأت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي» مفاوضات بين السلطة السورية والمعارضة، أسفرت عن قبول تسليم وجبات غذائية منتظمة إلى السجناء، بحيث تقدمها جمعية خيرية ويسلمها عاملون في «منظمة الهلال الأحمر» السوري. وقال المحامي علاء السيد أنه بعد «حصار خانق على نزلاء السجن وبينهم نساء وأطفال» وبعد مفاوضات شاقة أدخلت خمسة آلاف وجبة إلى السجن، كان اشترط ممثلو السجناء أن تكون وجبات ساخنة غير قابلة للتخزين. ونقل «مركز مسار» عن أحد السجناء المفرج عنهم قوله إن «إدارة السجن تقوم بسرقة جزء من حصص السجناء. وبما أن الطعام غير قابل للتخزين فهي تقوم بتوزيع الوجبات الفاسدة المخزنة وسرقة الوجبات الطازجة»، مشيراً إلى أن «الهلال الأحمر» بات «عاجزاً» عن تقديم وجبات في شكل يومي.