أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على ريف حلب الغربي، وذكر أنّه يخوض معارك ضارية في نوى بدرعا، فيما قصفت القوات النظاميَّة السوريَّة مناطق عدَّة في سوريا وسط استمرار الاشتباكات بينها وبين قوات المعارضة في أحياء دمشق وريفها. وأفاد ناشطون أن الجيش السوري الحر سيطر بالكامل على بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي. وأن طائرات مروحية تابعة للنظام السوري ألقت عدَّة براميل متفجرة على مدينة الطبقة بريف الرقة، مما أدَّى إلى مقتل وجرح العشرات. كما أفادوا بأن القصف شمل أيضًا مناطق في درعا وحمص وحلب ودير الزَّور ودمشق وريفها. في الوقت ذاته، استمرَّ قصف القوات النظاميَّة لأحياء مخيم اليرموك في جنوبدمشق، وسط اشتباكات مع قوات المعارضة. كما تعرَّضت منطقة المادنية في حي القدم وحي الحجر الأسود ومناطق في حي جوبر وبرزة والقابون بدمشق للقصف. بموازاة ذلك أفاد المركز السوري لحقوق الإِنسان بأن الطَّيران الحربي استهدف بلدة خان العسل بعد أن أكَّد ناشطون سوريون أن الجيش الحر سيطر على البلدة بالكامل. وقد أعلنت غرفة عمليات ما سماها الجيش الحر «معركة المغيرات صُبحا» مقتل 150 جنديًّا من قوات النظام وأسر عدد منهم بعد السيطرة على خان العسل بِشَكلٍّ كاملٍ وضاحية الراشدين وضاحية الصحفيين. من جهتهم قال ناشطون سوريون: إن مقاتلي المعارضة سيطروا على قريتي الحجيرة وعبيدة في ريف حلب الجنوبي قرب بلدة خناصر، كما تصدوا لرتل عسكري لقوات النظام كان في طريقه إلى البلدة. وأضاف الناشطون أن مقاتلي المعارضة دمَرُّوا عددًا من الحافلات والمدرعات إثر خروج الرتل من مدينة حماة باتجاه ريف حلب، وذلك في طريقه لاستعادة السيطرة على جبل خناصر، مشيرين إلى أن الرتل أجبر على العودة. يأتي ذلك بينما تَمكَّنت حركة أحرار الشام التي تطوّق سجن حلب المركزي، من عقد صفقة مع القوات النظاميَّة السورية بواسطة الهلال الأحمر السوري، تقضي بإطلاق سراح عدد من السجناء من سجن حلب مقابل تقديم الطَّعام للقوات النظاميَّة التي تسيطر على السجن. من جهة ثانية سيطر الجيش الحر على الثكنة الطّبية التي يتخذها جيش النظام معسكرًا لجنوده في نوى بدرعا، وذلك بعد معارك ضارية بين الجيش الحر وقوات النظام التي استخدمت الطَّيران والمدفعية في قصف منازل سكنية بالمدينة، مما تسبب في دمار كبير لعدد من المنازل ووقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. سياسيًّا أعرب رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا في باريس أنه ما زال يفتقر إلى الأسلحة الكفيلة بتغيير دفَّة الأمور ضد قوات الأسد، مشيرًا إلى أنّه سيسعى لإقناع الفرنسيين بتقديم المزيد من المساعدات العسكريَّة. ووصل رئيس الائتلاف -الذي انتخب حديثًا- إلى باريس على رأس وفد يضمّ قائد الجيش الحر اللِّواء سليم إدريس للاجتماع مع مسؤولين فرنسيين في مقدَّمتهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وقال الجربا للصحفيين بعدما تحدث أمام لجنة الشؤون الخارجيَّة في الجمعية الوطنيَّة الفرنسية (مجلس النوَّاب) أن «الأسلحة أحد الأهداف التي نسعى إليها»، مضيفًا أن فرنسا لها دور رئيس، وأنَّه سيطلب منها «مساعدات دبلوماسية وإِنسانيَّة وعسكريَّة».