دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الاميركي جون كيري الى عقد مؤتمر «جنيف - 2» في اسرع وقت ممكن، وكررا ان الحل في سورية «سياسي وليس عسكريا». في حين قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد الجربا الذي يعقد اليوم اجتماعا غير رسمي مع اعضاء مجلس الامن، ان حماية المدنيين لاتتم عبر «استجداء» نظام الرئيس بشار الأسد. وقال بان، قبل لقائه كيري في نيويورك امس، انه لا يوجد حل عسكري للنزاع في سورية، مؤكدا مقتل اكثر من 100 الف شخص في هذا البلد منذ بداية 2011. واضاف: «ينبغي علينا وضع حد لهذا النزاع ويجب ان تتوقف اعمال العنف من الجانبين. ومن الضروري عقد مؤتمر سلام في جنيف في اسرع وقت»، معربا عن الامل بحصول ذلك في ايلول (سبتمبر) المقبل. وقال كيري، من جانبه، إنه تحدث اول من أمس مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، مؤكداً: «أننا لا نزال ملتزمين جهود جمع الأطراف الى طاولة المفاوضات في «جنيف - 2» لتطبيق «جنيف - 1»، وسنواصل أقصى ما في وسعنا لجعل ذلك يحدث في أقرب وقت». وكان مقرراً أن يجتمع كيري مع وفد المعارضة السورية مساء أمس الخميس في نيويورك، عشية اجتماع الوفد مع أعضاء مجلس الأمن في جلسة غير رسمية اليوم. وقال ديبلوماسيون ان روسيا والصين ستشاركان في الاجتماع على «مستوى منخفض». وسيعقد وفد «الائتلاف» لقاءات ثنائية مع سفراء الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن ودول أخرى على أن يلبي دعوة من البعثة السعودية الى عشاء يضم معظم ممثلي البعثات الديبلوماسية العربية في الأممالمتحدة. وقال ديبلوماسيون إن البعثة الألمانية في الأممالمتحدة نظمت لقاء لوفد المعارضة السورية في مقرها في نيويورك مع عدد من ممثلي البعثات الديبلوماسية الأوروبية والآسيوية والأفريقية. ونقلت مصادر «الائتلاف» عن الجربا قوله في باريس حيث التقى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اول من امس ان الحل في سورية «لن يكون عبر استجداء نظام الأسد ومطالبته بوقف القتل. اذ ان السنتين الماضيتين من عمر الثورة أثبتتا أنه لن يفعل ذلك»، مؤكدا أن «حماية أرواح المدنيين والحفاظ على ما بقي من البنية التحتية لن يتحققا من دون تغيير موازين القوى على الأرض، بما يساهم في إسقاط النظام والمحافظة في نفس الوقت على مؤسسات الدولة كي تساهم في بناء سورية ديمقراطية». وتأكد امس ان «الائتلاف» سيعقد اجتماع هيئته العامة في اسطنبول يومي 3 و4 الشهر المقبل. واعرب الجربا عن الامل في تشكيل حكومة موقتة «خلال شهر». وقال: «يجب ان تعمل هذه الحكومة داخل سورية والمناطق المحررة رغم الصعوبات الامنية والعسكرية. وهذه الحكومة ستتولى مسؤوليتها الوطنية بصفتها هذه»، فيما اوضحت نائبته سهير الاتاسي ان تشكيل الهيئة التنفيذية يرمي الى «نزع الشرعية» عن الاسد. الى ذلك، غادر خبيرا الاممالمتحدة حول الاسلحة الكيمياوية دمشق امس. وقال المستشار في بعثة الاممالمتحدة في دمشق خالد المصري لوكالة «فرانس برس» ان رئيسة لجنة شؤون نزع السلاح في الاممالمتحدة أنجيلا كاين ورئيس لجنة التحقيق الدولية في استخدام الاسلحة الكيمياوية في سورية آكي سيلستروم واعضاء الوفد «غادرا دمشق بعد زيارة رسمية قابلا خلالها عددا من المسؤولين السوريين بينهم وزير الخارجية وليد المعلم». وقال مصدر سوري قريب من السلطات ان المسؤولين السوريين جددوا تمسكهم بان تركز الاممالمتحدة تحقيقها على حادث سقوط صاروخ يحمل ذخيرة كيمياوية في بلدة خان العسل في ريف حلب في 19 آذار الماضي وتبادلت المعارضة السورية والنظام الاتهامات باطلاقه. واوضح المصدر ان المسؤولين السوريين ابلغوا الوفد الاممي بان «خان العسل سقطت اخيرا بين ايدي المسلحين، وان هناك اشتباكات في محيطها، وبالتالي لا بد من الانتظار» قبل القيام بالتحقيق. ما يعني ربط التقدم بالتحقيق في استخدام السلاح الكيماوي بحسم معركة حلب. ميدانيا، تصاعدت أمس أعمدة الدخان من مطار المزة العسكري جنوبدمشق نتيجة وقوع انفجار ضخم. وأفاد «المرصد» عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة أكثر من 30 آخرين بجروح ب «انفجار سيارة مفخخة في ساحة السيوف في ضاحية جرمانا قرب العاصمة. وادى قصف قوات النظام لمخيم اليرموك عن مقتل أربعة مواطنين بينهم طفل جراء سقوط قذيفة قرب سوق الخضار في المخيم، مع استمرار المواجهات بين مقاتلي المعارضة ولجان شعبية فلسطينية تابعة ل «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» بزعامة أحمد جبريل. وفي دير الزور شرقا، سيطر مقاتلو «الهيئة الشرعية» والكتائب التابعة لها على مقر اللواء واعتقال قائد اللواء 55 بعد مواجهات عنيفة ادت ايضا الى مقتل قائد اللواء وعدد من مساعديه.