يعقد مجلس الأمن الجمعة المقبل «اجتماعاً غير رسمي» مع وفد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة احمد الجربا الذي يجري اليوم محادثات مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لإقناعه بتقديم أسلحة نوعية الى المعارضة بينها صواريخ مضادة للدبابات والطائرات. وقال السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة مارك ليال غرانت ان بلاده اقترحت لقاء وفد المعارضة السورية بهدف توفير «منبر لأعضاء المجلس لإجراء حديث صريح وغير رسمي مع الائتلاف الوطني، ومناقشة القضايا الأساسية المتعلقة بالنزاع السوري»، لافتاً الى ان بين القضايا التي ستناقش «انهاء العنف والإعداد لمؤتمر «جنيف-2»، اضافة الى معالجة قضايا دخول المساعدات الإنسانية وحقوق الإنسان واللاجئين وحماية المدنيين». ولم يُبت بعد بموضوع مشاركة رئيس اركان «الجيش السوري الحر» اللواء سليم ادريس الذي يرافق الجربا، في الاجتماع الذي يندرج ضمن صيغة «آريا» التي تسمح بلقاء غير رسمي في مقر مجلس الأمن يحق للدول الأعضاء أن تحضره أو تقاطعه. وليس معروفاً ما إذا قررت روسيا والصين مقاطعة الاجتماع أو ايفاد من يمثلهما فيه، رغم ترجيح المصادر مقاطعتهما. ويأتي الاجتماع غداة زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى الأممالمتحدة في إطار المشاركة في اجتماع رسمي للمجلس في الشأن الأفريقي وليس السوري. وفي إحاطة الى مجلس الأمن في جلسة علنية، قال المنسق الخاص للأمم المتحدة في شؤون عملية السلام للشرق الأوسط روبرت سري ان «سفك الدماء مستمر في سورية، والحكومة مستمرة في استخدام جبروتها وقوتها العسكرية ضد المناطق المدنية فيما تستمر في اجتذاب المقاتلين الأجانب» وتستخدم ميليشيا. وحذر سري من أن على الحكومة السورية ألاّ تسمح لانتصاراتها العسكرية الأخيرة بأن «تخلق لديها الثقة الزائفة بأن هذا النزاع يمكن الانتصار فيه عسكرياً». وقال إن الحكومة والمعارضة معاً يجب أن يدركا هذا الأمر. وقال إن ارتفاع العنف والتهديدات المذهبية في سورية والمنطقة تثير القلق «وسورية بدأت تتحول الى ساحة معركة إقليمية، إن لم تكن دولية». وحذر من ان تؤدي زيادة الاشتباكات بين القوات السورية الحكومية ومقاتلي المعارضة في مناطق الفصل بين سورية وإسرائيل وقرب «القوات الدولية لفك الاشتباك (اندوف) الى تصعيد الوضع بين إسرائيل وسورية». وقال سيري ان الامين العام للمتحدة بان كي مون لا يزال «قلقا بشدة» حول التقارير عن استخدام اسلحة كيماوية في سورية. واضاف ان «الاممالمتحدة تلقت 13 بلاغا بهذا الشان حتى الان». واشار الى ان جميع الحالات «قيد الدراسة» حاليا. وفي واشنطن، أكد المبعوث الدولي والعربي الى سورية الأخضر الابراهيمي أن واشنطن وموسكو قطعتا «شوطاً كبيراً» في تقاربهما حول الملف السوري وأن العمل لا يزال جارياً لعقد مؤتمر «جنيف-2» وإن كان من الصعب «جلب اشخاص يقتتلون بعصا سحرية» الى المؤتمر، لافتاً الى انه «لن يكون هناك انتصار عسكري في سورية». وكشف نواب في الكونغرس الأميركي أن لجنتي الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ رفعتا تحفظاتهما عن تسليح المعارضة بعد اجتماعات مغلقة مع ادارة الرئيس باراك أوباما، وتوقعوا البدء بتطبيق هذا القرار الشهر المقبل. الى ذلك، بدأ الجربا امس زيارة الى باريس في محاولة لإقناع الرئيس هولاند بتسليم اسلحة الى المعارضة. وقال ديبلوماسي فرنسي ان وفد «الائتلاف» سيقدم للرئيس الفرنسي طلبات «تتوافق مع ما عرضه على الدول الإحدى عشرة في مجموعة اصدقاء سورية في انقرة منتصف حزيران (يونيو) الماضي، علماً ان هذه اللائحة تضم صواريخ مضادة للدبابات ومضادات جوية». وفضل المصدر الديبلوماسي التشديد على «الأفق السياسي» لزيارة المعارضين السوريين. وقال: «قبل اي شيء، يأتون لمقابلة الرئيس ليشرحوا من هم وما هي استراتيجيتهم وماذا يريدون ان يفعلوا بالائتلاف وماذا يريدون ان يفعلوا بالمعارضة، وأيضاً بسورية، وبأي طريقة يريدون تأمين بديل محترم لحقوق المواطنين والديموقراطية». وكرر الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو القول ان «فرنسا تساعد الائتلاف، لكنها لم تسلم اسلحة فتاكة لأنها لا ترى ان الضمانات كافية. نسلم معدات غير فتاكة لتعزيز قدرات المعارضة المسلحة وعلى سبيل المثال وسائل مراقبة واتصال آمنة. نحن نقدم أيضاً مساعدة تقنية». وقال مصدر ديبلوماسي ان «النقطة المهمة ايضاً في اطار زيارة جربا هي ادراج حزب الله اللبناني على لائحة المنظمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي». وفي واشنطن، عقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري امس اجتماعاً مع قادة الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة لمناقشة سبل مساعدة ملايين اللاجئين السوريين، عقب عودته من زيارة لمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن. وقال كيري في بداية المحادثات مع قادة منظمات الإغاثة في مبنى وزارة الخارجية: «نحن نواجه صعوبات بالغة في الوصول الى الناس ونقلهم وحمايتهم»، مضيفاً: «نعتزم ان نجري مناقشات قوية جداً وعميقة حول الطرق المبتكرة التي يمكننا اعتمادها للوفاء بالتزاماتنا تجاه اناس يتعرضون لخطر شديد». وشارك في اللقاء المفوض الأعلى للاجئين في الأممالمتحدة انطونيو غوتيريس وعدد من رؤساء برنامج الأغذية العالمي وصندوق رعاية الطفولة (يونيسيف) واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وكان الخبيران الدوليان في الأسلحة الكيماوية آكي سيلستروم وإنجيلا كاين وصلا امس الى بيروت في طريقهما الى دمشق لإجراء محادثات مع مسؤولين سوريين في شأن آليات التحقق من استخدام السلاح الكيماوي في بلدة خان العسل في حلب التي انتقلت اول من امس الى سيطرة المعارضة، وفي مناطق اخرى في سورية، حيث يتبادل النظام والمعارضة التهم بشأن المسؤولية عن استخدام السلاح المحظور. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي ان الخبيرين «سيستكملان المشاورات حول آليات التعاون المطلوبة من اجل اجراء تحقيق نزيه وآمن وفعال في الادعاءات حول استخدام اسلحة كيماوية في سورية». ميدانياً، شن الطيران الحربي والمروحي السوري امس غارات كثيفة على مناطق مختلفة من سورية ادت الى سقوط قتلى بينهم اطفال ونساء، في وقت استمرت المعارك محتدمة بين الجيشين النظامي والحر في بعض احياء دمشق وريفها. وقصف القوات النظامية أحياء في مخيم اليرموك جنوب العاصمة، وسط اشتباكات بين مقاتلي المعارضة و»اللجان الشعبية» الموالية للنظام. وواصل مقاتلو «قوات حماية الشعب» التابعة ل «مجلس غرب كردستان» طرد متشددين اسلاميين من مناطق في شمال شرقي البلاد قرب حدود تركيا، ما ادى الى زيادة الفجوة بين الأكراد والعرب في هذه المناطق.