شككت دمشق أمس في «نزاهة» واشنطن في السعي إلى حل سياسي للأزمة المستمرة في البلاد منذ 28 شهراً عبر عقد مؤتمر دولي، معتبرة أن القرار الأميركي تسليح مقاتلي المعارضة يؤكد دورها في «تأجيج» هذه الأزمة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية قوله: «إن ما تتداوله وسائل الإعلام من تصريحات لمسؤولين أميركيين حول قرار واشنطن تسليح المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية يؤكد الدور الأميركي في تأجيج الأزمة في سورية وعدم نزاهة الإدارة الأميركية في إيجاد حل سياسي عبر عقد المؤتمر الدولي في جنيف». وجاء تعليق الخارجية السورية في وقت يلقى مشروع أوباما بتقديم مساعدة عسكرية إلى المعارضة السورية مزيداً من التأييد بين أعضاء الكونغرس الأميركي. وكان وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف اقترحا في أيار (مايو) الماضي عقد مؤتمر دولي عرف ب «جنيف - 2» لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية على أن يضم ممثلين للنظام والمعارضة والدول المعنية بالنزاع. وتم إرجاء موعده أكثر من مرة. وقال المصدر في الخارجية: «باتت مكشوفةً للجميع حقيقة النوايا الأميركية الهادفة إلى استمرار العنف والإرهاب في سورية لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة خدمة لأهداف إسرائيل العدوانية»، موضحاً أنه «منذ اندلاع الأزمة في سورية لم تتوقف الولاياتالمتحدة عن تسليح الإرهابيين وتقديم مختلف أشكال الدعم لأعمالهم الإجرامية التي تستهدف أبناء الشعب السوري وتخريب البنية التحتية». وأكد المصدر أن «صمود شعبنا وبسالة قواتنا المسلحة كفيل بدحر المخططات الأميركية - الإسرائيلية والقضاء على أدوات إجرامهم في سورية». وكانت واشنطن أعلنت أنها قدمت حتى الآن «مساعدات غير قاتلة» إلى المعارضة السورية، إضافة إلى مساعدات إنسانية، لكن الإدارة الأميركية وعدت في حزيران (يونيو) بتعزيز الدعم العسكري للمعارضة. إلى ذلك، بحث وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أمس مع ممثل الموفد العربي والدولي الخاص إلى سورية مختار لماني في «الجهود المبذولة لوقف العدوان على سورية»، مندداً بالدول التي تستمر في دعم «جبهة النصرة» متجاوزة القرارات الدولية حول الإرهاب. ونقلت «سانا» عن الزعبي قوله خلال اللقاء إن «الدول التي تساند جبهة النصرة تتجاوز في سلوكها كل القرارات الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وتنتهك ما اتفقت عليه دولياً بأهمية توحيد الجهود في هذا المجال». وبحث الزعبي مع لماني في «التطورات الداخلية والجهود المبذولة لوقف العدوان على سورية وثبات الموقف السوري تجاه الاستمرار في التصدي للإرهاب، والسعي الجدي لإنجاز الحل السياسي الذاتي بمشاركة كل السوريين ومن أجلهم وحدهم»، وفق الوكالة الرسمية.