اعتبرت روسيا أمس أن القرارات التي صدرت عن اجتماع «أصدقاء الشعب السوري» الذي عُقد في روما الخميس وتضمنت تعهداً اميركياً بتقديم مساعدة مباشرة للمعارضين السوريين، تشجع «المتطرفين» الذين يريدون الاستيلاء على السلطة بالقوة. وعكست صحيفتا «الوطن» و «تشرين» السوريتان الموقف الروسي، واعتبرتا الإعلان عن مساعدات أميركية وأوروبية للمعارضة «تأجيجاً للعنف والإرهاب» في البلاد وتحريضاً لها لرفض الحوار السياسي. وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية، أن «القرارات والتصريحات التي صدرت في روما تشجع، نصاً وروحاً، المتطرفين للاستيلاء على السلطة بالقوة على رغم المعاناة الحتمية للسوريين العاديين». وجاء في البيان «برأينا أن المهمة الملحة اليوم هي الوقف الفوري لسفك الدماء وأي أعمال عنف، والانتقال إلى الحوار السياسي الذي ينص عليه بيان جنيف»، في إشارة إلى ما وافقت عليه الدول الكبرى في حزيران (يونيو) 2012. وأضاف: «نحن مقتنعون أن هذا سيسمح بتحقيق الأهداف التي تعتبر الأهم بالنسبة للسوريين، وهي ضمان تطور سورية واحدة يسودها السلام والديموقراطية تخدم مصالح جميع مواطنيها من دون استثناء». وهاجمت صحيفة «تشرين» الحكومية «القرار الأوروبي» بتقديم مساعدات عسكرية إلى المعارضة، وقالت: «إنه يشكل امتداداً لما كان يقوم به الاتحاد سراً عبر الانخراط المباشر في الأزمة السورية وتأجيجاً للعنف والإرهاب فيها وتحريضاً للمعارضة على رفض الحل السياسي». كما اعتبرت ذلك «مشاركة عن سبق الإصرار والتصميم بالجرائم التي ترتكب بحق السوريين ومؤسسات دولتهم من (جبهة النصرة) التي تشكل العمود الفقري للمجموعات الإرهابية في سورية». وكان الاتحاد الأوروبي قرر رسمياً الخميس تمديد العقوبات المفروضة على سورية لثلاثة شهور والسماح بتقديم معدات غير قاتلة ومساعدة تقنية للمعارضة لضمان حماية المدنيين، كما أفادت مصادر أوروبية. وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان الولاياتالمتحدة تقديم مساعدات للمعارضة «يطرح تساؤلاً حول ما يمكن أن يستفيده الشعب السوري من هذه الأموال التي ستقع في أيدي فئة تقيم في أفضل فنادق الغرب ولم تتواجد يوماً بين السوريين وتعاني معاناتهم». وأشارت إلى أن هذه المساعدات إن وصلت إلى سورية «فستصل سلاحاً ورصاصاً ومساعدات طبية وغذائية لمن اعتادوا ممارسة القتل والتخريب». وأعلنت الولاياتالمتحدة الخميس، على هامش مؤتمر دولي في روما، تقديم «60 مليون دولار من المساعدات غير القتالية لدعم الاحتياجات العملانية اليومية لائتلاف المعارضة السورية حتى يواصل العمل على تحقيق انتقال سياسي». واعتبرت «تشرين» أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري المتعلقة بتأييد بلاده الحل السياسي «تناقض نفسها»، لافتة إلى أن «دعم الحل السياسي يكون بالدعوة إلى الحوار لا بدعم أطراف معينة بالسلاح الذي يستهدف الدولة السورية وأبناءها».