سعى نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي إلى تدارك أخطاء المجلس العسكري السابق، الذي قاد المرحلة الانتقالية بعد تنحي حسني مبارك في شباط (فبراير) 2011. وصارح الشعب ببعض تفاصيل اطاحة الرئيس محمد مرسي، طالباً تفويضه ل «مواجهة عنف وإرهاب محتمل». فيما ضرب الارهاب مجددا في سيناء حيث سقط ثلاثة اشخاص عندما انفجرت سيارتهم المفخخة قبل ان يصلوا الى الهدف المحدد، بحسب ما قال مصدر امني. واكد المصدر ان السيارة المفخخة التي كان الثلاثة في داخلها انفجرت قبل الموعد المحدد اثناء دخولهم الى مدينة العريش في شمال سيناء حيث قتل جنديان في وقت سابق امس في هجومين منفصلين. وبدا أن السيسي أراد غطاء شعبياً قبل التدخل لوقف ممارسات جماعة «الإخوان المسلمين» التي اعتمدت في الفترة الأخيرة على تسيير تظاهرات في مناطق مختلفة لشل الطرق الرئيسية والدخول في مواجهات مع الأهالي ومعارضيهم يسقط فيها قتلى ومصابون. وطلب السيسي من المصريين للمرة الأولى الاحتشاد في مختلف الميادين على رغم تجنبه الدخول في «معركة الحشد والحشد المضاد» المستمرة بين خصوم السياسة منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، الا انه حض بصراحة جميع المصريين على التظاهر غداً في كل المحافظات. وقال، خلال الاحتفال بتخريج دفعتين جديدتين من كلية الدفاع الجوي والكلية البحرية: «أطلب من كل المصريين الشرفاء الأمناء النزول إلى الميادين كي يمنحوني تفويضاً وأمراً بمواجهة العنف والإرهاب المحتمل كي ترى الدنيا». وجذبت دعوة السيسي، الذي حرص على التأكيد أنه يدعو للتظاهر ضد «الإرهاب» لا ضد تيار سياسي، تأييداً من قوى ثورية وسياسية، فيما رفضتها قوى أخرى. وأكدت حملة «تمرد» و «الجبهة التنسيقية ل 30 يونيو» وحزب «الوفد» وشخصيات في «جبهة الإنقاذ» تأييدها الدعوة، في المقابل، اعتبرت شخصيات عامة وقوى إسلامية أبرزها «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي أن تلك الدعوة تعد تحريضاً على العنف في ظل اعتزام جماعة «الإخوان» وحلفائها التظاهر في اليوم نفسه في «جمعة الفرقان» بالتزامن مع ذكرى غزوة بدر في 17 رمضان. ورد الجيش سريعاً على تلك الدعاوى. وقال الناطق باسمه العقيد أحمد محمد علي في بيان «تؤكد القوات المسلحة أن دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي ليست إلا مبادرة لمواجهة العنف والإرهاب لما يشمله من تهديد ومخاطر على أمن المجتمع والإضرار بالأمن القومى المصرى». وعلى رغم أن وزير الدفاع بدا وكأنه يريد أن يسحب البساط من تحت أقدام «الإخوان»، إلا أن الجماعة، لم تُظهر تراجعا، بل كثفت من اتصالاتها مع المكاتب الإدارية في المحافظات والمراكز المهمة من أجل حشد أكبر عدد ممكن من أنصارها في الميادين الجمعة، ما يوحي بأن الطرفين اختارا طريق «المواجهة المفتوحة»، إذ دعا «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده الجماعة إلى الحشد في كل الميادين والشوارع ل «كسر الانقلاب». وفي شنطن (رويترز) قالت وزارة الدفاع الاميركية ان الرئيس باراك اوباما قرر وقف تسليم طائرات «اف - 16» الى مصر لفترة غير محددة بسبب «الوضع الراهن» هناك. وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل للصحافيين «نظرا للوضع الراهن في مصر لا نعتقد ان من الملائم المضي قدما في هذا الوقت في تسليم مقاتلات اف-16.» واضاف ان قرار اوباما اتخذ باجماع اراء فريقه للأمن القومي.