واشنطن - ا ف ب - تدخل وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس للدفاع عن استراتيجية الرئيس باراك اوباما في افغانستان والسعي لاقناع الراي العام الاميركي بضرورة هذه الحرب التي تتراجع شعبيتها كثيرا في الولاياتالمتحدة. وقال غيتس خلال مؤتمر صحافي "لا اعتقد ان هذه الحرب بدأت تفلت من ايدي ادارة" الرئيس اوباما, موضحا ان الجهود التي تقوم بها الحكومة الاميركية الجديدة بالنسبة الى هذا الملف "بالكاد بدأت". ومن المتوقع ان يعلن الرئيس الاميركي خلال الاسابيع القليلة المقبلة عن موقف جديد من ارسال المزيد من القوات الاميركية الى افغانستان اثر تدهور الوضع العسكري في هذا البلد. والمعروف ان الرئيس الاميركي سبق ان وافق على ارسال 21 الف جندي اميركي اضافي الى افغانستان. واعتبر شهر آب/اغسطس الماضي الاكثر دموية بالنسبة الى الجيش الاميركي منذ بدء الحرب في افغانستان عام 2001, في حين افاد استطلاع للراي نشر الثلاثاء الماضي ان نحو ستين بالمئة من الاميركيين باتوا يعارضون التدخل الاميركي في افغانستان. واضاف غيتس "امامنا وقت محدود لاثبات نجاح هذه المقاربة", مضيفا "ان "بلادنا في حرب منذ ثمانية اعوام" و"ليس مفاجئا ان يكون الاميركيون تعبوا من رؤية ابنائهم وبناتهم يجازفون ويقاتلون". لكن غيتس دافع عن استراتيجية الرئيس باراك اوباما الذي جعل الجبهة الافغانية احدى اولوياته عندما اعتبر ان الهدف من التواجد في افغانستان هو "الانتصار على القاعدة". وتابع غيتس "نتفهم قلق العديد من الاميركيين في هذا المجال, لكننا نعتقد اننا نملك امكانات ومقاربة جيدة للبدء باحراز تقدم". وجاء كلام غيتس هذا بعد اطلاعه على تقرير سري للقائد الجديد للقوات الاميركية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال عرض فيه الوضع في افغانستان وفتح الطريق حسب ما يرى خبراء امام طلب المزيد من التعزيزات الاميركية. من جهته, اعتبر الاميرال مايكل مولن رئيس اركان الجيوش الاميركية المشتركة الذي كان الى جانب غيتس ان الولاياتالمتحدة لا تستطيع التغلب على تنظيم القاعدة في حال انسحبت القوات الاميركية من افغانستان. وقال "من المستحيل التغلب على القاعدة, وتلك هي مهمتنا, من مسافة بعيدة". ورفض غيتس انتقادات بعض المعلقين الذين ياخذون على ادارة اوباما الابتعاد عن الهدف الاساسي بالقضاء على القاعدة والاهتمام كثيرا بمساعدة الافغان على اقامة دولة قوية. وقال غيتس "حتى ولو كنا نريد التركيز على مكافحة الارهاب لا نستطيع القيام بذلك من دون قوات شرطة محلية وقوات امن داخلي ومن دون استخبارات". وتابع غيتس "اعتقد باننا موجودون في افغانستان لاعطائهم القدرة على الوقوف بوجه القاعدة ومنع استخدام بلادهم من قبل متطرفين اخرين عنيفين" مذكرا بان اعتداءت الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 تم التخطيط لها من افغانستان. وخلص غيتس الى القول "لا اعتقد على الاطلاق انه حان الوقت لمغادرة" افغانستان, حيث ينتشر 62 الف جندي اميركي من المتوقع ان يرتفع الى 68 الفا مع نهاية السنة الحالية.