عقب عودته من زيارة لمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الاردن، عقد وزير الخارجية الاميركي جون كيري اجتماعاً مع قادة الاممالمتحدة ومنظمات الاغاثة لمناقشة سبل مساعدة ملايين اللاجئين السوريين. وفيما لا ترتسم في الافق نهاية للنزاع الذي دخل شهره ال28 في سورية، تواصل حصيلة القتلى ارتفاعها حيث وصلت الى نحو 100 الف قتيل، بينما اصبح 1,8 مليون سوري لاجئاً في الدول المجاورة. كما يعتقد ان نحو اربعة ملايين شخص تشردوا داخل البلاد بسبب القتال في سورية حيث يخاطر عمال الاغاثة يوميا بحياتهم لتوصيل امدادات الاغذية والماء الضرورية. والاسبوع الماضي زار كيري مخيم الزعتري شمال الاردن الذي يضم نحو 115 الف لاجئ، واطلع على معاناتهم اليومية. ومعظم هؤلاء اللاجئين من النساء والاطفال الذين شهد العديد منهم حوادث وحشية ورهيبة. وقال كيري في بداية المحادثات مع قادة منظمات الاغاثة في مبنى وزارة الخارجية "نحن نواجه صعوبات بالغة في الوصول الى الناس ونقلهم وحمايتهم". ويقول قادة الاممالمتحدة والمنظمات الاهلية ان النزاع في سورية هو الاسوأ الذي يشهدونه منذ الابادة الجماعية في رواندا في 1994. وتتزايد المخاوف من انتشار النزاع الى الدول المجاورة مثل الاردن ولبنان والعراق. وقال كيري "نعتزم ان نجري اليوم مناقشات قوية جدا وعميقة حول الطرق المبتكرة التي يمكننا اعتمادها للوفاء بالتزاماتنا تجاه اناس يتعرضون لخطر شديد". ويشارك في اللقاء انتونيو غوتيريس المفوض الاعلى للاجئين في الاممالمتحدة، وعدد من رؤساء برنامج الاغذية العالمي وصندوق رعاية الطفولة (اليونيسف) واللجنة الدولية للصليب الاحمر. وشكر كيري جميع العاملين في مجال الاغاثة على "شجاعتهم" في المساعدة على توصيل الامدادات الضرورية للسوريين داخل وخارج سورية. وقال ان زيارته لمخيم الزعتري "كانت مؤثرة للغاية" مؤكداً ان اللاجئين يستحقون الثناء لمحاولتهم العيش في ظل ظروف صعبة. وقال انهم "يحتاجون الى مساعدة العالم، وانه ليشرفني ان التقي اليوم بمن يقدمون المساعدات". وتعتبر الولاياتالمتحدة اكبر مانح لبرامج الاغاثة التابعة للامم المتحدة حيث تعهدت بمبلغ 815 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين. ولكن المنظمات الاهلية تقول ان النداءات الموجهة الى عامة الناس لتقديم التبرعات لسورية لا تلقى صدى بعكس النداءات في حالات الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والتسونامي. وتستعد منظمات الاغاثة لحرب مطولة في سورية مع تحقيق الرئيس بشار الاسد بعد المكاسب على الارض، وانقسام المعارضة السورية. ويتعين على تلك المنظمات الان التخطيط على المدى الاطول لاسكان واطعام ملايين اللاجئين وتعليم الاطفال وتلبية الاحتياجات الطبية اليومية رغم اضطرارها للتعامل مع الازمة اليومية التي يخلقها فرار نحو 6000 شخص يوميا من وجه القتال في سورية. والشهر الماضي اطلقت الاممالمتحدة اكبر نداء لها على الاطلاق لجمع 4,4 بلايين دولار لمساعدة الشعب السوري. ودعت فاليري اموس مساعدة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الشهر الماضي الى بذل جهود دولية لايجاد حل للازمة السورية. الا ان جهود تنظيم مؤتمر دولي يضم النظام السوري والمعارضة تواجه العديد من الصعوبات، مع عجز المعارضة عن الاتفاق على ممثلين لها الى المؤتمر، والخلاف بين روسياوالولاياتالمتحدة على الدول التي يجب ان تشارك في المؤتمر خاصة ايران.