قتل وجرح عشرات المصلين في تفجير انتحاري استهدف مسجداً سنّياً في بلدة المقدادية، في محافظة ديالى (شمال شرقي بغداد) التي تحولت الى نقطة جذب ل «القاعدة» و «الميليشيات»، مهددة بإعادة الاقتتال الأهلي بسبب التداخل المذهبي فيها، وقد تعرض الكثير من سكانها في الفترة الأخيرة للتهجير والقتل على أساس طائفي. وقتل أمس أكثر من 20 شخصاً وأصيب 40 بهجوم انتحاري استهدف امس مسجد ابو بكر الصديق في ناحية الوجيهية التابعة لقضاء المقدادية، لكن شهوداً من الحي ذاته قالوا ل «الحياة» إن قنبلة مزروعة تحت منبر خطيب المسجد انفجرت بالمصلين. وأكد ذلك السياسي مشعان الجبوري في تغريدة على «تويتر». وشنت قائمة «متحدون» التي يتزعمها اسامة النجيفي هجوماً على الاجهزة الامنية في ديالى واعتبرت الهجوم دليلاً على الخلل في الأجهزة «المنقسمة اليوم بين عاجز ومتواطئ». وأضافت في بيان ان «ديالى تواجه مخططاً خبيثاً لإشعال الفتنة فيها وإلحاق الضرر بأهلها خدمة لأجندة خارجية». إلى ذلك، وجه خطباء الجمعة والمتظاهرون اتهامات إلى الحكومة بالتواطؤ مع المليشيات ل «تهجير السنة من ديالى»، وأطلقوا على تظاهرة امس اسم «طفح الكيل كفوا ميليشياتكم عنا». وديالى من المدن العراقية المتنوعة طائفياً وقومياً، غالبية سكانها من السنة، لكن نتائج انتخابات المحافظات الأخيرة أظهرت تصدر قائمة «التحالف الوطني» التي تمثل الأحزاب الشيعية الرئيسية فيها، وحلت قائمة «متحدون» في المركز الثاني. وبعد خروج تيار الصدر عن قرار التحالف وعقده تحالفاً مع «متحدون» يعطي الأخيرة حق الحصول على منصب المحافظ، وهذا ما أطلق انتقادات واسعة النطاق اعقبتها تظاهرات نظمتها احزاب مثل «المجلس الاسلامي الاعلى» و «منظمة بدر» و «حزب الدعوة»، مطالبة بمنصب المحافظ. ولم يكن الاضطراب الامني الاخير معزولاً عن الأزمة السياسية، فقد تفجرت في بلدة المقدادية نزاعات مسلحة اعقبت اغتيالات طاولت شيوخاً شيعة من قبيلة تميم التي شغلت مناصب كثيرة في المجالس المحلية السابقة، وفي قيادات الاجهزة الامنية، وأعقبت الإغتيالات اعمال تهجير وقتل، اتهم اهالي البلدة من السنة الاجهزة الامنية بالمشاركة فيها، فيما وجهت اتهامات إلى قرى سنية في المنطقة ذاتها بايواء تنظيم «القاعدة». وخلال الاسابيع الماضية تصاعد الاحتقان في المنطقة بشكل واضح وتمدد الى باقي مدن ديالى، ما استدعى زيارة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك للمنطقة وعاد منها ليتحدث عن انتهاكات يتعرض لها الاهالي على يد قوات الامن. الأجواء في ديالى تنبئ بانفجار كبير، فدخول ميليشيات وتنظيمات مسلحة على خط المواجهة، مدعومة من العشائر، اضطر عشرات الأسر الى النزوح تجنباً لمصير مشابه لما واجهه ضحايا العنف الطائفي في المدينة نفسها بين عامي 2006 و 2008، فضلاً عن أن غياب الدور الذي يفترض ان تقوم به الاجهزة الامنية، واتهامها بالانحياز، ساهم بدوره في تأجيج الاحتقان، ما دفع المطلك الى المطالبة بتغيير القوات العسكرية المرابطة في المكان لأنها تنتمي في معظمها الى طرف واحد.