تبادلت الأحزاب الشيعية والسنية في محافظة ديالى التهم بالوقوف وراء حملات التهجير التي تشهدها بعض القرى، فيما شددت محافظة كركوك المجاورة إجراءاتها الأمنية خوفاً من انتقال أعمال العنف إليها. وأعلنت تنظيمات «قوات الصحوة» العشائرية في ديالى امس شن حملة بالتعاون مع الأجهزة المختصة لتعقب عناصر «أشبال القاعدة»، وهو التنظيم البديل ل «طيور الجنة». وفند «الحزب الإسلامي» في ديالى امس تصريحات نواب في المحافظة اتهموه بالوقوف وراء أعمال العنف والتهجير، وأعلن في بيان أن تصريحات النائب قاسم الأعرجي ضد الحزب «باطلة». وأضاف إن «ما شهدته المحافظة خلال الأيام الماضية من تهجير وتهديد علني من الميليشيات عمل مرفوض قامت به زمرة خارجة عن القانون ترفع شعارات كاذبة وبتواطؤ واضح مع بعض الجهات الحكومية»، وأضاف إن «إقحام اسم الحزب بهذه الصورة الفجة والبعيدة عن الحقيقة يعكس النفسية المأزومة التي يحملها أمثال الأعرجي اليوم». وزاد: «نحن نفهم مغزى العزف على الوتر الطائفي ومحاولة فرض لغة القوة والتهديد على محافظة ديالى بغية عرقلة مسيرة التغيير التي بدأت تمر بها عبر الطرق الديموقراطية التي لا يفهما البعض على ما يبدو». وكان عضو لجنة الدفاع والأمن النيابية قاسم الأعرجي اتهم، أول من امس، «الحزب الإسلامي» في ديالى «بالوقوف وراء الذبح المجاني لأتباع أهل البيت في المقدادية». وأضاف أن «بعض أعضاء مجلس النواب يتسترون على المجرمين ويحمونهم (...) وعلى هؤلاء النواب تسليم الجناة إلى الأجهزة الأمنية ووقف الذبح والقتل». وقالت النائب عن ديالى ناهدة الدايني ل «الحياة» أمس إن «نواباً بدأوا جمع تواقيع لتخصيص جلسة برلمانية لمناقشة الأحداث الجارية في ديالى»، ووصفت ما يجري بأنه «بوادر حرب أهلية». وطالبت الدايني الحكومة والقوات الأمنية ب»اتخاذ خطوات عاجلة لوقف حملات التهجير والاستهداف التي يتعرض لها الأهالي واضطرت عدداً غير قليل منهم إلى الهجرة». إلى ذلك، انتقد محافظ ديالى عمر الحميري في بيان مواقف بعض أعضاء البرلمان التحريضية في ما يتعلق بالأوضاع التي يشهدها قضاء المقدادية على خلفية التفجيرات الأخيرة. وقال ان «سياسيين ونواباً ليسوا من أهالي ديالى كانت لهم وقفة سلبية للغاية من مجريات الأحداث التي جرت في بعض مناطق قضاء المقدادية بعد لجوئهم الى لغة التصعيد والشحن الطائفي». وطالب أعضاء البرلمان والسياسيين «بتوخي التصريحات الداعية الى التمييز الطائفي والحرص على وحدة ديالى من خلال الكلام المعتدل بعيداً عن الاصطفافات الفئوية والقومية والمذهبية». واعتبر «ماحصل في المقدادية خطيراً جداً ويدل على ضرورة اعادة النظر بالخطط الأمنية بما يؤمن كل المناطق ويساعد في احتواء أي موقف من اجل الإسهام في حماية الاستقرار الداخلي ومنع تفاقم المشاكل بما يؤدي الى تهديد الوحدة الوطنية». وكانت 200 عائلة من القضاء اضطرت الى النزوح خوفاً من اعمال العنف الطائفي على خلفية التفجيرات التي ضربت المدينة خلال الأسبوعين الماضيين. وقال القيادي في قوات «الصحوة» في ديالى رعد الجبوري في تصريح الى «الحياة» امس ان «التنظيمات المرتبطة بالقاعدة تمكنت من تحقيق نجاحات في ما يتعلق بشن هجمات انتحارية أو استهداف مسؤولين وعناصر أمن باعتمادها معلومات من تنظيم أشبال القاعدة الذي يضم فتية تراوح أعمارهم بين 14 و16 سنة». وأشار الى ان «التحقيقات التي كشفتها الأجهزة المختصة تشير الى ان عناصر التنظيم يهيئون معلوماتياً للانتحاريين الثغرات التي يمكن للمسلح النفاذ منها، بدليل استهداف ثلاثة مجالس عزاء على رغم الإجراءات الأمنية المتبعة لتأمينها فضلاً عن استهداف مواكب تشييع في عدد من مناطق بعقوبة خلال الشهرين الماضيين». وتنظيم «اشبال القاعدة» امتداد لتنظيم «طيور الجنة» الذي تأسس في 2006 من أبناء الانتحاريين ومعتقلي التنظيم في السجون الحكومية. الى ذلك، دعت الحكومة المحلية في محافظة كركوك المجاورة لديالى، الجيش والشرطة إلى التنسيق والتعاون من اجل مواجهة الإرهاب، مشددة على ضرورة إكمال حفر الخندق حول المدينة. وقال المحافظ نجم الدين كريم خلال اجتماع دوري للجنة الأمنية في المحافظة إن «الوضع الأمني يشهد تصعيداً من قبل الإرهاب ليس في كركوك فحسب بل في مدن عراقية عدة. وهذا يدعونا إلى اليقظة والحذر فالإرهابي الذي يريد الانتحار لا يمكن منعه»، مستدركاً «لكن علينا العمل على تقوية الخطط الأمنية ومراجعتها فالجميع ليس في معزل عما يجري».