صعدت العقود الآجلة لخام «برنت» إلى 109 دولارات للبرميل أمس بعد أن أشارت بيانات اقتصادية مشجعة وانخفاض حاد في مخزون الخام الأميركي، إلى نمو الطلب على الوقود في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم. وساعد ذلك على دفع سعر الخام الأميركي المعروف باسم خام «غرب تكساس الوسيط» إلى أعلى مستوياته في 16 شهراً، وخفض الفارق بينه وبين مزيج «برنت» خام القياس الأوروبي إلى 80 سنتاً من أكثر من 23 دولاراً في شباط (فبراير) الماضي. وارتفع «برنت» 35 سنتاً إلى 109.05 دولار للبرميل. وصعدت عقود الخام الأميركي الخفيف 55 سنتاً إلى 108.59 دولار للبرميل. وأشار «كومرتس بنك» إلى أن «البيانات الاقتصادية الأميركية التي جاءت أفضل من التوقعات، تدعم سعر خام غرب تكساس الوسيط بقوة دفع وكذلك انخفاض المخزون الأميركي في الأسابيع الماضية». لكن محللين يعتبرون أن ارتفاع أسعار النفط بنحو عشرة في المئة ل «برنت» و17 في المئة للخام الأميركي في أقل من أربعة أسابيع ربما يكون مبالغاً فيه نظراً إلى وفرة الإمدادات العالمية. وهبطت طلبات إعانة البطالة الجديدة في الاقتصاد الاميركي في العالم إلى أدنى مستوياتها منذ أيار (مايو)، في حين تحسن نشاط المصانع. وجاءت تلك البيانات في اعقاب هبوط حاد في مخزون الخام في الولاياتالمتحدة للأسبوع الثالث على التوالي. في شأن مختلف، أعلنت وزارة الخارجية في جنوب السودان أمس أن جوبا ستخفض إنتاج النفط إلى مئة ألف برميل يومياً مطلع الأسبوع المقبل تمهيداً لوقف الإنتاج كلياً بسبب خلاف مع السودان الذي يتهمها بدعم متمردين في المنطقة الحدودية بين البلدين. وتمثل هذه الخطوة ضربة لاقتصادي البلدين اللذين تضررا بشدة نتيجة وقف جنوب السودان إنتاج النفط على مدار 16 شهراً بسبب خلاف حول رسوم نقله عبر خط الأنابيب وبعض الأراضي المتنازع عليها. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية في جوبا، ميوين ماكول اريك، «سينخفض (الإنتاج) إلى 100 ألف برميل يومياً مطلع الأسبوع (...) وسيستمر الخفض بعد ذلك». ولم يعلق السودان على قرار جوبا.