فجر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أمس عربة مفخخة في مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية وسط استمرار المواجهات مع «وحدات حماية الشعب» الكردي في تصعيد لعملياته قبل وصول قوات «البيشمركة» وآلياتها من كردستان العراق إلى المدينة لتقديم «الدعم» إلى الأكراد. وقالت القيادة المركزية الأميركية إن القوات الأميركية شنت أربع غارات جوية ضد «داعش» في عين العرب، وأنها ضربت أهدافاً للتنظيم قرب المدين ودمرت وحدة صغيرة ل «الدولة الإسلامية» وأربعة مواقع قتالية. من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلات التحالف الدولي - العربي «نفذت 3 ضربات على أماكن في منطقة سوق الهال وبالقرب منها في مدينة عين العرب بالتزامن مع اشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» قرب سوق الهال»، لافتاً إلى أن «مقاتلي وحدات الحماية نصبوا كميناً لعناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» بين قريتي شيران وقبه جوغ في الشرقي لعين العرب «كوباني»، ما أدى لمصرع 9 عناصر على الأقل من تنظيم «الدولة الإسلامية». وكان «المرصد» أشار إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية فجر عربة مفخخة صباح أمس قرب مبنى البلدية في وقت «سقطت قذيفتان على الأقل منذ صباح اليوم (أمس) على مناطق في المدينة، أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية». واستمرت الاشتباكات في أطراف حي كانيَ عَرَبَان ومنطقة البلدية، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية»، إضافة إلى مواجهات في الجبهة الجنوبية للمدينة ومنطقة المركز الثقافي وساحة الحرية، إثر هجوم لعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» ومحاولتهم التقدم في المنطقة». وأسفرت الاشتباكات عن «مصرع 10 عناصر على الأقل من تنظيم «الدولة الإسلامية»، إضافة لمصرع 4 مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي». وكانت مصادر قالت إن مقاتلي «البيشمركة» استعدوا لمغادرة كردستان العراق لمؤازرة الأكراد. وشاهد الصحافي قرابة أربعين شاحنة وآلية عسكرية بعضها مزود برشاشات ثقيلة، وعلى متنها عناصر من «البيشمركة» بملابس كردية تقليدية، تغادر القاعدة الواقعة شمال شرقي أربيل، عاصمة كردستان العراق. وأكد ضابطان من «البيشمركة» أن القوات التي غادرت قاعدتها العسكرية شمال شرقي مدينة اربيل، ستتجه براً إلى الأراضي التركية. وقال أحد هذين الضابطين مفضلاً عدم كشف اسمه إن «40 مركبة تحمل رشاشات وأسلحة ومدافع، مع 80 من قوات البيشمركة، ستتجه براً إلى دهوك (المحافظة الحدودية مع تركيا في شمال العراق)، وستعبر اليوم» (امس) إلى داخل الأراضي التركية، على أن «ينتقل 72 آخرون عن طريق الجو في وقت مبكر من فجر الأربعاء» اليوم. ولم يحدد الضابطان موعداً لعبور القوات إلى عين العرب. وقبل مغادرة الرتل القاعدة، شاهد الصحافي عشرات عناصر «البيشمركة» يحزمون أمتعتهم ويجهزون رشاشات ثقيلة ومدافع ويضعونها في الشاحنات. وأجاز برلمان كردستان العراق الأربعاء الماضي إرسال المقاتلين للانضمام إلى عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية الذين يدافعون عن عين العرب، مدعومين بضربات جوية يشنها التحالف الدولي - العربي بقيادة الولاياتالمتحدة. وأكد الناطق باسم «البيشمركة» هلكورد حكمت لوكالة «فرانس برس» في تصريحات سابقة، أن العناصر المرسلين إلى عين العرب سيكونون بمثابة «قوات دعم». وأعلنت أنقرة في 20 تشرين الاول (أكتوبر) الجاري أنها ستمسح للمقاتلين الأكراد العراقيين، بعبور أراضيها للدفاع عن عين العرب. وأكد وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الأناضول: «الآن ليست هناك مشكلة سياسية. لا مشكلة لعبورهم (الحدود إلى كوباني). يستطيعون العبور في أي لحظة». وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح الأحد أن «حزب الاتحاد الديموقراطي» برئاسة صالح مسلم الذي تتبع له «وحدات الحماية»، وهو بمثابة الفرع السوري ل «حزب العمال الكردستاني» غير متمسك ب «وصول البيشمركة إلى كوباني والسيطرة عليها»، واصفاً هذا الحزب بالمنظمة «الإرهابية». وتتهم أنقرة «حزب الاتحاد الديموقراطي» بأنه مقرب من النظام السوري، وبأنه ذراع «حزب العمال» الذي يخوض تمرداً مسلحاً منذ ثلاثة عقود في تركيا. ولم تعلق الحكومة المركزية في بغداد على قرار إقليم كردستان إرسال عناصر من «البيشمركة» التي تخوض معارك على جبهات عدة ضد «الدولة الإسلامية» في شمال العراق. إلا أن بعض النواب العراقيين اعتبروا في تصريحات خلال الأسبوع الماضي، شككوا في دستورية الخطوة، مشيرين إلى أن الدستور العراقي وضع مسائل الأمن القومي والسياسة الخارجية ضمن صلاحيات رئيس الوزراء. إلا أن نوابا آخرين دافعوا عن الخطوة الكردية، معتبرين أن «الإرهاب موضوع عالمي»، وان قتال التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسورية «يصب في مصلحة الشعب العراقي».