في كل عام وتحديدا خلال شهر رمضان المبارك تتحفنا القنوات الفضائية بما هب ودب من البرامج بعضها جيد وبعضها ما دون ذلك ومن هذه البرامج التي تعودنا عليها في كل عام والتى تحرص عليها وبشكل كبير الكثير من القنوات الفضائية ما يعرف ببرامج الكاميرا الخفية او برامج المقالب حيث كان اول ظهور لهذه البرامج في منتصف القرن الماضي في القنوات الامريكية وحظيت في وقتها بنسب مشاهدة كبيرة . اما في الوطن العربي فقدمها الفنان إسماعيل يسرى فى برنامجه الأشهر ( الكاميرا الخفية )في بداية الثمانيات ميلادي بعد ذلك تعددت وتبدلت اسماء هذه البرامج لكن فكرتها بقيت كما هي لم تتغير ولم تتطور لان فكرتها أصلا تدور حول رصد ردود أفعال الناس تجاه موقف مفاجئ يحدث لهم . السؤال الى قنواتنا المحترمة لماذ تصَرعلى مثل هذه البرامج التي أكل عليها الدهر وشرب واصبحت من الماضي في افكارها ومقالبها فهي إما مقتبسة أو مكررة في الفكرة والمضمون رغم التكلفة المرتفعة لبعض هذه البرامج وضيوفها أيضا . ايضا الوجوه والاسماء معروفة في هذه البرامج في كل عام . حتى انه يخل للواحد ان هذا الفنان من ضمن اعماله هذه السنة مسلسل اسمه الكاميرا الخفية يقوم ببطولة احدى حلقاته وذلك لانه في كل عام نراه في احدى مشاهد الكاميرا الخفية. فالمشاهد أصبح يعرف ان اكثر هذه البرامج يتم الاتفاق عليها بين المذيع والممثل على حركات ومشاهد معينة وحبكات درامية توهم المشاهد بمصادقيتها وقد كشفت بعض المقاطع (المسربة ) من مواقع التصوير خدع هذه البرامج وزيف مايدعيه اصحابها من مصداقية فالضيف يعرف مسبقا أنه يصور برنامج كاميرا خفية ، وأنه (يمثل ) أنه فوجئ بالمقلب وهو الأمر الذى يُفقد هذه النوعية من البرامج مصداقيتها، وينعكس بشكل تدريجى على انتظار الجمهور لها فالجانب المادي يلعب دور كبيراُ ومؤثر في مثل هذه البرامج فأكثر ضيوفها يبحثون عن المادة دون الاهتمام بمضمون البرنامج . كنت اتمنى ان تهتم هذه القنوات بالواقع العربي فهو ملئ بالاحداث والفواجع الحقيقية التي لا تحتمل فواجع و مقالب جديدة ومع هذا تصَر قنواتنا الفضائية في صنع فواجع بديلة مستعارة ومصطنعة ومملة في بعض الأحيان وربما ان هذا يعزز عزوف الكثير من المشاهدين عن هذه القنوات التي لا تهتم بقضاياهم المصيرية وغلبت الجانب المادي عليها. عقال المالكي