ثمّن مستشار وزير التعليم العالي سالم المالك اختيار السعودية لتكون ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب. وقال: «علاقة مصر بالسعودية لها جذور قديمة، وهناك إرث تاريخي كبير، حكى فيه الأدباء السعوديون، والمكتبة العربية مليئة بكتاباتهم». وأشار المالك خلال مؤتمر صحافي عقد أخيراً بحضور رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد مجاهد والملحق الثقافي السعودي الدكتور خالد الوهيبي، إلى أن المشاركة السعودية هذا العام ستكون تحد، «أمامنا تحد كبير جداً، ولكن أعدكم أن المشاركة هذا العام ستكون على قدر كبير من التميز، ونحن حريصون جداً على أن تفي المشاركة بالغرض الذي اختيرت من أجله السعودية ضيف شرف، والمملكة غنية بكنوزها الأدبية». وأضاف: «ماذا يريد الشعب المصري من المملكة العربية السعودية أن تقدمه في معرض الكتاب؟ المعرفة الثقافية التي يريدها الشعب المصري، سنقدمها له ونقدم أجمل ما لدينا من ثقافة وأدب، ونحاول أن تكون متنوعة ومميزة. وهناك أفكار عدة حول النشاط الثقافي مثل تكريم الأدباء المصريين الذين حصلوا على جوائز سعودية العام الماضي، ليكون هناك تعريف بأن السعودية تقدم جوائز علمية وأدبية». ومن المتوقع أن تنطلق الدورة 46 خلال الفترة من 28 كانون الثاني (يناير) إلى 12 شباط (فبراير) 2015. وقال الدكتور أحمد مجاهد: «كلنا نعلم أن الظروف والأوضاع الأمنية في مصر تتطور إلى الأفضل من عام إلى عام، وهذا رابع معرض نعقده على التوالي من دون توقف، وننتظر إقبالاً أكبر، وحجم مبيعات أكثر، وتطوير في الخدمات الإلكترونية للناشرين والزائرين، وننتظر مساحة أكبر، وشكلاً أفضل للمعرض عموماً». وتابع: «سألني أحد الصحافيين: لماذا السعودية؟ وأجبت: لماذا لا تكون السعودية حتى الآن، وكلنا نعرف أنها تشارك بجناح ونشاط كبيرين كل عام؟ لهذا كان من حق السعودية أن تشارك بأكبر معرض للكتاب، ومشاركتها سنوياً مميزة بطبيعتها، وننتظر هذا العام تميزاً أكبر، وتشرفنا الآن لجنة سعودية على أعلى مستوى، ونحن على اتصال شبه يومي لتنظيم هذه المشاركة ومناقشة كل ما هو جديد في الإعداد لهذا الحدث». وعن الجديد في هذه الدورة قال مجاهد: «مساحة العرض أكبر، وبالنسبة إلى النشاط الثقافي، نجد أن اللغة هي أساس الهوية، ونبحث عن كيفية إقامة ندوات عن اللغة والهوية بين الدول العربية». وعن العنوان الرئيس، لفت إلى أن هناك مقترحات كثيرة، «ولكن القرار الأخير للجنة العليا للمعرض، ونحن نفتح الباب للمثقفين المصريين والسعوديين لاختيار العنوان الأمثل لدورة هذا العام، وكذلك شخصية العام، ويمكن للضيف أن يرشح شخصية سعودية لتكريمها». وعن تأمين المعرض أوضح مجاهد قائلاً: «في الأعوام الثلاثة الماضية لم تكن هناك تظاهرات داخل المعرض أو محيطه، وفي ما يتعلق بالتأمين هناك إجراءات تشارك فيها جهات مختلفة، إضافة إلى تأمين نقدي بمبالغ كبيرة». وأضاف: «مشاركة الدول في معرض القاهرة إما تبادلية، أو أن أي دولة أو ناشر يتفضل بشراء استمارة المشاركة، ولا نقوم بدعوة أحد، حتى تمتلك وزارة الثقافة مكاناً تقيم فيه معارضها وأنشطتها طوال العام». وقال الدكتور خالد الوهيبي: «عادة تعقد المؤتمرات قبل افتتاح المعرض بأسبوع أو أسبوعين، ونحن الآن لا يزال أمامنا ثلاثة أشهر، وهذا يدل على مدى الاهتمام من الجانبين بهذا الحدث الثقافي الكبير... كل إيجابية طرحت في المعارض السابقة سنقدمها في هذا العام، سواء أكانت كتباً أم نشاطاً ثقافياً، وستكون المشاركة هذا العام مختلفة تماماً من ناحية المظهر والجوهر، وأنا أثق تماماً أنه لن يُرد طلب للملحقية الثقافية للظهور بالشكل اللائق. كنا نتمنى أن تكون المشاركة قبل ذلك ولكن لعله خير، لنرى المشاركات السابقة، لنأخذ منها كل الإيجابيات ونقدم كل ما لدينا». وعن العلاقات الثقافية وتوطيدها بين مصر والسعودية، أوضح الوهيبي: «ستكون هناك علاقات ثقافية بين الأدباء السعوديين والمصريين، سواء أكانت على المستوى الفردي أم العملي. وتتنوع المشاركات السعودية من دور النشر بداية من الطفل ومروراً بجميع أنواع الفنون والأدب، وأيضاً تشمل بعض الكتب المتخصصة في الفكر الدعوي الوسطي. ودور النشر تهتم بالمحتوى أولاً وبالطباعة، وتبيع من أجل النشر وليس الربح».