استبقت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر تظاهرات مرتقبة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي اليوم بالتحذير من أن الأمن القومي تتهدده «حرب أهلية» أو «وقيعة بين الجيش والشعب»، بسبب عزل مرسي من الحكم. وينتظر أن ينظم تحالف «دعم الشرعية ورفض الانقلاب» الذي يضم قوى إسلامية موالية لمرسي أبرزها جماعة «الإخوان المسلمين» و «الجماعة الإسلامية» تظاهرات اليوم أطلق عليها اسم «النصر»، لكنه لم يكشف خطط مسيراتها، في تكتيك جديد يقوم على مباغتة السلطات بمسيرات عدة تتحرك صوب مناطق مختلفة من دون إعلان، ما يسبب إرباكاً للسلطات ويؤدي إلى غلق طرق محورية في القاهرة، ويصيبها بالشلل المروري. واكتفى التحالف بالدعوة إلى التظاهر في «ميدان النهضة» في الجيزة وأمام مسجد «رابعة العدوية» في مدينة نصر شرق القاهرة وفي ميادين مختلف المحافظات. في المقابل، تتظاهر القوى المعارضة لمرسي اليوم في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية الرئاسي. ودعت حملة «تمرد» في مؤتمر صحافي أمس الشعب المصري إلى الحشد مجدداً. وقال الناطق باسم الحملة حسن شاهين إن «المجموعات الإرهابية المسلحة تواجه الشعب والدولة والجيش حالياً، وعلى الجهات الأمنية التصدي لها بحزم»، مطالباً شباب جماعة «الإخوان» ب «التراجع عن مواجهة الشعب». وكان أنصار مرسي نظموا مساء أول من أمس مسيرات إلى «دار الحرس الجمهوري»، ومسيرات أخرى في أحياء قرب اعتصام «النهضة»، ما سبب ارتباكاً مرورياً، إذ يواجه الجيش تلك المسيرات بغلق كل الطرق التي قد تؤدي إلى وصولها إلى منشآت عسكرية. ودعا التحالف إلى النزول اليوم في تظاهرات «النصر» في جميع الميادين. وقال إن أنصاره «مصرون على تحقيق أهداف الثورة وعلى رأسها احترام إرادة الشعب في اختيار رئيسه ودستوره وبرلمانه وتحقيق الحريات العامة والتداول السلمي للسلطة عبر انتخابات نزيهة ورفض التدخل الأجنبي في شؤون مصر». وأضاف: «نقدر مواقفكم وجهادكم في سبيل الله والوطن والحرية والشرعية وسيادة الشعب وخروجكم إلى الميادين للتظاهر السلمي ضد الانقلاب العسكري الدموي، لكن عليكم حض كل المحيطين بكم على المشاركة الإيجابية حتى يرى مغتصبو السلطة والعالم أجمع أن غالبية الشعب المصري تقف ضد الانقلاب الغاشم». واستبقت جماعة «الإخوان» تلك التظاهرات ببيان قالت فيه إن «الشعب المصري يسترجع ذكرى انتصار العاشر من رمضان وهو يعيش كابوساً خطيراً مثل أجواء النكبة، يهدد الأمن القومي بحرب أهلية، أو إحداث وقيعة بين الشعب وجيشه البطل الذي يحبه ويدعمه ويفتديه، أو إحداث انشقاق داخل الجيش نفسه». وأضاف البيان: «حوّل مجموعة من قادة الجيش ذكرى الانتصار إلى أجواء النكبة بسبب الانغماس في السياسة، والرغبة في السيطرة على الحكم والقيادة بانقلاب على الشرعية الدستورية، واختطاف الرئيس المدني المنتخب، وتعطيل الدستور المستفتى عليه، وحل مجلس الشورى المنتخب، والقيام بمذابح دموية بشعة». وأكد أن «الجماهير المعتصمة في الميادين لن تفرط أو تتزحزح عن إصرارها على استعادة الشرعية وتعديل الأوضاع وإلغاء الانقلاب وكل ما ترتب عليه من آثار، بالطرق السلمية مهما يكن الثمن والكلفة». وكان «تحالف دعم الشرعية» وعد في بيان بالاستجابة لبعض مطالب سكان منطقة رابعة العدوية لتحسين ظروف معيشتهم وسط اعتصام الآلاف من مؤيدي مرسي أمام مقار سكنهم، لكن السكان أصدروا بياناً أكدوا فيه أن منظمي الاعتصام لم يلبوا مطالبهم، ما دفعهم إلى تنظيم تظاهرة مساء أمس احتجاجاً على ما آلت إليه ظروفهم الحياتية. وكانت قوات الجيش منعت أمس أنصار مرسي المعتصمين في الجيزة من تنظيم مسيرة إلى محيط مجلس الوزراء، وأغلقت جسراً رئيساً يؤدي إلى شارع القصر العيني حيث مقر الحكومة.