شلّت تظاهرات أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وأكمنة وحواجز الجيش مساء أول من أمس القاهرة، وعزلت أحياء عدة فيها، بعدما خرج آلاف من الإسلاميين في مسيرات من ميدان «رابعة العدوية» في حي مدينة نصر تحولت إلى تكتلات بشرية لقطع الطرق. ويستعد الإسلاميون من أنصار مرسي ومعارضوه لجولة جديدة من التظاهر في الميادين، إذ استفز الحشد الكبير لأنصار الرئيس المعزول في ميداني «رابعة العدوية» في القاهرة و «النهضة» في الجيزة في «جمعة الزحف»، معارضيه الذين دعوا الشعب المصري إلى تظاهرات حاشدة في «ميدان التحرير» وأمام قصر الاتحادية الرئاسي ل «الحفاظ على مكتسبات الثورة». وأعلنت «جبهة 30 يونيو» اعتزامها تنظيم تظاهرات اليوم تحت شعار «لا للإرهاب .. والحفاظ على مكتسبات الثورة»، وهي الدعوة التي تبنتها أيضاً حملة «تمرد». وحذّرت «تمرد» في بيان من مخطط لجماعة «الإخوان المسلمين» للصدام مع الجيش أو مع الأهالي في ذكرى غزوة بدر يوم 17 رمضان لاستغلال الأمر في الترويج لقمع الجماعة وقتل أنصارها. وكان آلاف شاركوا في إفطار جماعي نظمته القوى الثورية في ميدان التحرير أول من أمس، انخرطوا بعده في احتفالات بالألعاب النارية على أنغام الأغاني الوطنية والهتافات الحماسية المؤيدة للجيش والمناهضة للرئيس المعزول وجماعة «الإخوان المسلمين». في المقابل، دعا نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» الدكتور عصام العريان إلى تنظيم تظاهرات حاشدة في شتى أنحاء مصر غداً الإثنين. وقال العريان في بيان على صفحته على موقع «فايسبوك»: «موعدنا الاثنين القادم وحشد أكبر بإذن الله في كل ميادين مصر ضد الانقلاب العسكري»، مضيفاً: «مصر تقرر. عبر صناديق الانتخابات تقرر. عبر التظاهرات والحشود الجماهيرية تقرر. عبر الاعتصامات السلمية تقرر. لن يفرض شخص أو مجموعة نخبوية أو مؤسسة عسكرية قراره على الشعب». وكان عشرات الآلاف من أنصار مرسي لبوا الدعوة إلى «جمعة الزحف»، فانضموا من محافظات عدة إلى المعتصمين في ميداني «رابعة العدوية» و «النهضة». وبعد أن تناول المتظاهرون طعام الإفطار، وأدوا صلاتي العشاء والتراويح، خرجت عشرات المسيرات إلى قصر الاتحادية الرئاسي وفي اتجاه دار الحرس الجمهوري ووزارة الدفاع، لكن قوات الجيش كانت قد أغلقت بالمتاريس الحديد الطرق المؤدية إلى تلك المنشآت، فتفرقت الحشود في مسيرات فرعية أغلقت الشوارع الرئيسة والجانبية في حيي مدينة نصر ومصر الجديدة، ما أصاب شرق القاهرة بالشلل التام وتقطعت أوصال العاصمة بعد أن اتجه أنصار مرسي إلى ميدان رمسيس قرب التحرير واعتلى صبية منهم جسر أكتوبر الحيوي وأغلقوا الميدان والجسر لفترة. كما نظم آلاف من المعتصمين في ميدان النهضة مسيرات إلى ميدان الجيزة القريب وشارع الهرم، وكان الجيش من جانبه أغلق جسراً رئيسياً وأنفاقاً عدة. وسببت هذه التحركات من جانب أنصار مرسي والإجراءات الأمنية للجيش وقوات الأمن شللاً مرورياً في العاصمة المصرية استمر حتى بعد أذان الفجر. وساد اضطراب الشارع مع اقتراب الأذان خصوصاً في حيي مصر الجديدة ومدينة نصر، واضطرت مئات الأسر إلى تناول وجبة السحور في الشارع لعدم قدرتهم إلى الوصول إلى منازلهم. وحلقت مروحية عسكرية فوق تجمعات أنصار مرسي لرصد تحركاتها، ومدى اقترابها من المنشآت العسكرية التي طوقتها قوات الجيش. وألقت مروحيات عسكرية بيانات من القوات المسلحة على المتظاهرين في رابعة العدوية، أكدت فيه أنهم جزء من الشعب المصري، متعهدة عدم توقيف أو ملاحقة أي منهم في حال غادر ساحة الاعتصام، وتأمينه طالما بقي يتظاهر بشكل سلمي.