واصلت أمس، الأجهزة الأمنية اللبنانية مسح مسرح الجريمة التي ارتكبت اول من امس، بحق رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الدولية في المنظمة العالمية للمغتربين العرب المحلل السياسي السوري محمد ضرار جمو في منزله في الصرفند (الجنوب)، في وقت حذر رئيس الجمهورية ميشال سليمان «من انتقال الصراعات بين الأفرقاء السوريين الى لبنان واتخاذه ساحة لتصفية الحسابات». وذكرت مصادر أمنية مواكبة للتحقيقات الأولية ان عناصر الأدلة الجنائية مسحوا البصمات عن الاماكن المحتمل ان يكون المسلحون تسللوا منها الى منزل جمو وجرى رفع أدلة منه والبساتين المحيطة والاستماع الى ارملته سهام وابنته فاطمة والى شهود آخرين. وقالت المصادر ان هناك اكثر من احتمال يتم التعامل معه للتوصل الى المرتكبين، واحتمال ان تكون الجريمة سياسية أحدها. وتبين انه اثناء حصول الجريمة كانت ابنته فاطمة نائمة واستيقظت على صوت الرصاص، وتبين ايضاً ان ارملة المغدور لم تر المسلحين ولم يراهم الضيفان اللذان كانا في المنزل وهما شقيق الارملة وابن خالتها. ومن الاحتمالات ان المسلحين تسللوا الى المنزل من شرفة الصالون مسرح الجريمة وهي لا تعلو عن الارض وربما كانوا يراقبون المنزل وتحركات المغدور. وتحاول الأجهزة الأمنية ايضاً التأكد من ان جمو كان بالفعل يشارك في مأدبة افطار في صور وانه رجع من المكان المذكور ام انه كان في مكان آخر. وتأكد للأجهزة الامنية ان الكاميرات الموجودة في محيط المنزل معطلة. وتتجه الانظار الى داتا الاتصالات الخاصة بهواتف المغدور وأرملته وابنته وهاتف المنزل الثابت. وكانت ترتيبات نقل جثمان جمو الى سورية اكتملت بعدما أقنع القنصل السوري لدى لبنان بشار الاسعد الذي زار الصرفند، ارملة جمو وابنته بالعدول عن دفنه في البلدة. وشيعت البلدة وآل يونس جثمان المغدور بموكب رسمي وحزبي وشعبي ولف النعش بالعلم السوري ونقلته سيارة اسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني ترافقها سيارة تابعة لقوى الأمن الداخلي وسيارة للسفارة السورية الى الحدود اللبنانية - السورية ومن هناك نقل الى اللاذقية لدفنه اليوم. واستنكر الرئيس سليمان جريمة اغتيال جمو، وطلب في تصريح من الاجهزة الامنية المعنية «تكثيف نشاطها لمنع حصول مثل هذه الاعمال والعمل على توقيف مرتكبيها في حال حصولها حفاظاً على استقرار الوضع وسلامة المواطنين». واستنكر رئيس الحزب «الديموقراطي» النائب طلال أرسلان «هذا الاغتيال الذي يندرج في مشروع الاغتيال الكبير لسورية». ورفض عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية كامل الرفاعي مقولة أن «تدخل مقاتلي حزب الله في الصراع السوري هو من استجلب الاهتزازات الأمنية إلى لبنان». وكشف لإذاعة «صوت لبنان» أنَّ «الحزب يتخذ تدابير أمنية خاصة في مناطق نفوذه، وتمكن من تفكيك بعض المتفجرات، إلا أنَّه لا يستطيع مراقبة وحماية الوضع برمته».