أعلنت السفارة الإيرانية في بغداد رسمياً تأجيل زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى العراق، وذلك تأكيدا لما سبق وأن نشرته “الشرق” عن تأجيل الزيارة بعد استعدادات شعبية للاحتجاج عليها. في سياقٍ آخر، كشفت مصادر سياسية عراقية ل “الشرق” أن رئيس الوزراء نوري المالكي فضل الانصياع للموقف الأمريكي الداعي إلى تفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة عبر أجواء العراق إلى سوريا، يأتي ذلك في توقيتٍ دقيق تستعد فيه الأممالمتحدة إلى طرح تقريرها عن حالة “العراق والكويت” التي تفرض عقوبات دولية على بغداد. وأشارت هذه المصادر إلى أن رغبة العراق في الخروج من أحكام الفصل السابع يمكن أن تُطرَح للتصويت أمام مجلس الأمن خلال الشهر المقبل، لكنها قللت في ذات الوقت من فرضيات تحقيق ذلك في ظل ظروف إقليمية ودولية تتمثل في الأزمة السورية. إلى ذلك يُرجَّح أن يزور رئيس الوزراء الكويتي بغداد لإنهاء ملفات الخلاف بين البلدين ونقل ذلك في توصية إلى مجلس الأمن لإخراج العراق من عقوبات الفصل السابع. من جانبه، رد المتحدث باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، اليوم على تصريحات السفير الإيراني في بغداد التي شدد فيها على مطالبة العراق بعدم تفتيش طائراتها المتجهة إلى سوريا. وقال الدباغ، في تصريحات متلفزة، إن العراق لا يقبل تعليمه كيفية اتخاذ قراراته، “وفي الوقت نفسه يجب أن يفهم السفير الإيراني في العراق أنه يتكلم عن بلد ذي سيادة”، مشيراً إلى أن قرار تفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا اتُّخِذَ بناءً على مصلحة العراق. وشدد الدباغ على أن التزامات بلاده الدولية تأتي في المقدمة، مؤكدا أن “العراق يرفض أن يعطيه الاخرون تعليمات ماذا يفعل لأنه ذو سيادة وقراره يُتَّخذ بناءٍ على مصالح شعبه، والعراق ليس طرفا في النزاع السوري”. وأوضح المتحدث باسم الحكومة أن “العراق سيكون أول المتضررين وقبل إيران في حال حدثت أمور سلبية في اتجاه الفوضى بسوريا”، داعيا إيران إلى أن “تتفهم أن هناك مصلحة وطنية خاصة”. وأكد الدباغ أنه “لا يوجد شيء خاص بسوريا تم التوقيع عليه مع إيران وإنما هناك اتفاقات لتطوير العلاقات بين البلدين”. وكان السفير الإيراني في بغداد، حسن دانائي فر، أعلن عن تأجيل زيارة الرئي س الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى العاصمة العراقية بغداد دون توضيح الأسباب، وقال، في تصريح نقلته وكالة أنباء فارس، إن “زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق تأخرت عن موعدها المقرر لها”، مرجحا أن “تتم في الشهر المقبل”. وكانت القائمة العراقية عبرت قلقها من نتائج زيارة الرئيس الإيراني المرتقبة إلى بغداد، محذرةً من انضمام العراق إلى المحور الروسي الصيني الإيراني لدعم النظام السوري، فيما جددت الحكومة التمسك بموقفها الذي تصفه بالحيادي تجاه الأزمة السورية. وأكد النائب عن القائمة العراقية، أحمد مساري، أن قائمته تتحفظ على زيارة نجاد المرتقبة إلى بغداد للمشاركة في مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب، مطالبا الحكومة برفض الانضمام إلى محور دعم النظام السوري. بغداد | مازن الشمري