دعا النائب الأول للرئيس الايراني محمد رضا رحيمي خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي الزائر نوري المالكي في طهران امس، الى «اتحاد البلدين بشكل تام» لتشكيل «قوة كبيرة على الصعيد العالمي». وكان المالكي وصل امس الى طهران في زيارة تستغرق يومين، ومن المقرر ان يلتقي خلالها مرشد الجمهورية علي خامنئي والرئيس محمود احمدي نجاد ومسؤولين آخرين. وفي بغداد، أبدت «القائمة العراقية» بزعامة رئيس الوزراء السابق أياد علاوي خشيتها من ان يكون هدف زيارة المالكي دفع طهران الى التدخل مجدداً لدعم حكومته مثلما فعلت في العام 2010 عندما ضغطت على حلفائها للتجديد له في رئاسة الوزراء. ونقلت «وكالة مهر» للأنباء عن رحيمي قوله خلال اللقاء، أن العلاقات بين البلدين «متينة وفريدة من نوعها»، وأضاف «يتم تدبير مؤامرات على المستوى الدولي ضد الشعبين الايراني والعراقي بسبب معتقداتهما وأهدافهما. وإذا اتحد البلدان بشكل تام فإنهما سيشكلان قوة كبيرة على الصعيد العالمي». وأكد ضرورة قيام إيران والعراق بخطوات اكبر على هذا الصعيد، داعياً الى الاسراع في تنفيذ الاتفاقات السابقة الموقعة بينهما. وأشار نائب الرئيس الايراني الى تنامي العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، وأعرب عن أمله في تذليل العقبات التي تحول دون تطوير العلاقات بأسرع ما يمكن. واعتبر ان ربط السكك الحديد والتعاون في مجال النفط وتجارة الترانزيت، من المجالات المهمة لتوسيع العلاقات الاقتصادية، مؤكداً استعداد بلاده لزيادة مستوى التعاون الثنائي ووضع تجاربها وإنجازاتها في تصرف العراق. من جانبه، اكد المالكي أهمية تنمية العلاقات الثنائية «على أساس السلام والاستقرار والمصالح المشتركة»، موضحاً ان «العلاقات بين البلدين تتمتع بالمستوى المطلوب على الصعيد السياسي ويجب السعي لتطويرها على الأصعدة الثقافية والعلمية والاقتصادية». وشدد المالكي على ضرورة إحداث تطور كبير في العلاقات الثنائية، مشيراً الى «وجود عزيمة راسخة لدى مسؤولي البلدين لتحقيق هذا الهدف»، ومعرباً عن أمله في أن تثمر زيارته في تحقيق النتائج المرجوة. وقالت مصادر عراقية ان هدف الزيارة الاول يتعلق برغبة الحكومة العراقية في إنجاح المحادثات التي تستأنف الشهر المقبل في بغداد بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد، حيث سيبحث المالكي خلال لقائه امين مجلس الامن القومي سعيد جليلي الترتيبات والتصورات التي يفكر بها الجانب الايراني لإنجاح هذه المحادثات. ونفي مصدر مرافق لرئيس الوزراء العراقي ان تكون زيارته الى ايران مرتبطة بزيارة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لتركيا او انها على علاقة بالتوتر السياسي بين بغداد وانقرة. وقال المصدر ل «الحياة» ان تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردغان بشأن الوضع الداخلي العراقي «تدخل غير مبرر في الشؤون الداخلية العراقية وعليه أخذ العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين في الاعتبار»، الا انه اكد ان ذلك لا يرتبط بزيارة المالكي لطهران، وان الحكومة العراقية «تؤكد ضرورة تحسين العلاقات العراقية مع دول الجوار كافة بالشكل الذي يخدم المصالح الثنائية والإقليمية». وفي بغداد، حذرت كتلة علاوي من أي اتفاق سياسي ضد العملية الديموقراطية خلال زيارة المالكي طهران. وقالت: «القائمة العراقية» في بيان، إن «زيارة المالكي الى طهران، التي تتزامن مع الازمة السياسة المهددة للعملية الديموقراطية والكلام عن التغيير الحكومي، تثير الكثير من الاستفسارات لأن هنالك مخاوف من تكرار سيناريو العام 2010 الذي أدى إلى تدخل إيراني في تشكيل الحكومة ودعم طرف على حساب شركائه ليتجاهل الاتفاقات التي تشكلت الحكومة بموجبها وعدم تطبيقها». وتابع البيان أن «الحكومة مستعدة لتقديم اي نوع من الامتياز لاسترضاء حكام ايران، مثلما تهاونت في مصالح العراق حول آبار النفط في المناطق الحدودية».