تفوقت الطالبة هالة العبيدالله على زملائها الشبان والفتيات في جامعة الفيصل بالرياض، وتمكنت من الحصول على لقب أول طالبة تخرج من قسم الهندسة المعمارية في الجامعة. وفضلت هالة دراسة الهندسة المعمارية على الطب الذي كان رغبتها الأولى، بعد إقناع والدتها -عضو مجلس الشورى الدكتورة سلوى الهزاع- كون الطب يفتقد إلى الجانب المبدع الذي تتميز به العبيدالله. والتحقت هالة بجامعة أخرى بعد المرحلة الثانوية قبل أعوام عدة، لكنها أصرت على الانتقال إلى جامعة الفيصل، وأقنعت إدارة الجامعة بافتتاح القسم باكراً، فعقدت اتفاقاً معهم بإيجاد طلاب للقسم، إذ زارت 15 معهداً تعليمياً لحصر عدد الطالبات اللاتي أردن الالتحاق بالقسم، وذهبت إلى المدارس وكليات التصاميم في الجامعات لتشجيع عدد من الطالبات اللاتي يرغبن في تغيير تخصصاتهن إلى الهندسة بدلاً من التصميم. وبررت اختيارها لجامعة الفيصل بالتحديد، كونها الجامعة الوحيدة التي تقدم برامج أكاديمية في الهندسة المعمارية وليس التصميم المعماري، وكذلك تصنيفها من أصعب الجامعات تدريساً، ما اعتبرته تحدياً تبحث عنه. وواجهت هالة عدداً من التحديات والصعوبات لأن مجال المرأة السعودية محدود، منها الزيارات الميدانية إلى المواقع الإنشائية التي تطلبها بعض المواد، ما جعلها تكتفي بالجانب النظري. وتقول العبيدالله ل«الحياة»: «من الصعوبات التي واجهتنا في البداية أن بعض الشركات لا توظف النساء في مجال الهندسة، ولكن الآن أصبح هناك وعي أكبر في السعودية، وتغيرت عمّا كانت عليه، بدليل عروض العمل التي حصلت عليها والشركات التي رحبت بانضمامي إليها». ولم تتوقف عروض العمل التي تلقتها هالة على السعودية فقط، بل إلى خارج البلاد، كونها أول سعودية تتخرج من قسم الهندسة المعمارية من جامعة سعودية، وأكدت أنها ستكمل الدراسات العليا، واكتساب خبرة عامين في مجالها، «كان لوالدي دور كبير في تفوقي». وتضيف: «أوجّه كل فتاة سعودية، بأن لا شيء مستحيل، إذا انغلق الباب.. اصنعي نافذة».