قوبل مسعى وزير الخارجية الامريكي جون كيري لإحياء محادثات السلام في الشرق الأوسط بالإشارات التحذيرية المعهودة امس الخميس. فقد أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي الاحتياجات الأمنية فيما ندد مفاوض فلسطيني بالبناء الاستيطاني الاسرائيلي. وفي خامس زيارة يقوم بها كيري للمنطقة يجري محادثات منفصلة مع العاهل الاردني الملك عبدالله والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدسالمحتلة على مدى الأيام الثلاثة القادمة. ولا يزال البناء الاستيطاني في أراض محتلة يريدها الفلسطينيون لبناء دولتهم المستقبلية حجر عثرة في طريق استئناف محادثات السلام التي انهارت بسبب هذه المسألة عام 2010. وتزامن وصول كيري الى عمان ليل الأربعاء مع أنباء أن اسرائيل وافقت على بناء 69 وحدة سكنية في مستوطنة يهودية بالقدسالشرقية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية «على الرغم من ان مثل هذه الاجراءات لا تساعد فاننا لا نزال نتعشم في ان يدرك الطرفان الفرصة وضرورة العودة لمائدة التفاوض». ويطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ فترة طويلة بوقف النشاط الاستيطاني قبل استئناف محادثات السلام على الرغم من دعوات امريكية واسرائيلية الى مفاوضات دون شروط مسبقة. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن النشاط الاستيطاني داخل وحول القدسالشرقية أحد الأسباب الرئيسية في اختفاء حل الدولتين لأنه بدون القدسالشرقية لن تكون هناك دولة فلسطينية. أما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يصرح بأنه يدعم إقامة دولة فلسطينية يقول إنها يجب أن تكون منزوعة السلاح فقد جمد في هدوء بدء إنشاء المساكن في مستوطنات بالضفة الغربيةوالقدسالشرقية. لكنه في كلمة ألقاها امس الخميس بدا أنه يخطر الولاياتالمتحدة بأنه سيتمسك بمطالبه الامنية حتى ولو على حساب فشل جهود السلام اذا استؤنفت. وقال إن الاسرائيليين «لا يريدون دولة ثنائية القومية» فهم يفهمون أن الأمن «شرط أساسي لوجودنا». ودعا نتنياهو الى الاحتفاظ بوجود عسكري اسرائيلي على الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية المستقبلية وهو مطلب يرفضه عباس وتحدث عن خطر إطلاق الصواريخ من الضفة الغربية على اسرائيل اذا لم يتم الاتفاق على ترتيبات أمنية صارمة. ولم يكشف كيري سوى عن تفاصيل قليلة لاستراتيجيته لجمع الطرفين معًا. لكنه كان قد صرح بأنه يريد إحراز تقدم قبل سبتمبر حين تستأنف الجمعية العامة للأمم المتحدة مناقشاتها بشأن الشرق الأوسط. وكانت الجمعية العامة قد اعترفت فعليًا بدولة فلسطينية. وتشعر اسرائيل بالقلق من أن يستغل الفلسطينيون في غياب محادثات السلام اجتماع الجمعية العامة كنقطة انطلاق لتعزيز خطواتها أحادية الجانب نحو إقامة دولة. قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن النشاط الاستيطاني داخل وحول القدسالشرقية أحد الأسباب الرئيسية في اختفاء حل الدولتين لأنه بدون القدسالشرقية لن تكون هناك دولة فلسطينية. وعبرت صحف اسرائيلية عن تشككها في أن مهمة كيري ستحقق إنجازًا كبيرًا. وكتبت صحيفة معاريف في افتتاحية «ما زال كيري لا يحاول لي أذرع الزعماء ليوقعوا على اتفاق سلام تاريخي مؤلم وإنما يحاول إقناعهم بالجلوس معًا فحسب.» وأضافت «تعثر الأمريكيين خلال محاولات استئناف المحادثات يخبر عن نفسه وعن ضعف الامريكيين وينبيء بالتشاؤم فيما يتعلق بالعملية نفسها التي لم تبدأ بعد». ودعا كيري الزعماء الفلسطينيين والاسرائيليين مجددًا الى اتخاذ قرارات صعبة من اجل السلام. وقال في الكويت الاربعاء إن المسألة ملحة لأن «الوقت هو عدو عملية السلام». وفيما يمثل بالون اختبار محتمل يتصل بزيارة كيري نقلت صحيفة هارتس الاسرائيلية عن وزير لم تذكر اسمه من حزب الليكود بزعامة نتنياهو قوله إن أي اتفاق مع الفلسطينيين سيستلزم الانسحاب من معظم أراضي الضفة الغربية. وقال «نتنياهو يفهم ان التوصل الى اتفاق سلام سيستلزم انسحابًا من أكثر من 90 في المائة من الضفة الغربية وإخلاء عدد غير قليل من المستوطنات. يعرف ان ذلك أحد الأشياء التي ستبحث». وفي كلمة ألقاها امام الكونجرس عام 2011 تحدث نتنياهو عن اتفاق للارض مقابل للسلام لكنه لم يحدد نسبًا. ويعيش الغالبية العظمى من المستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية في كتل استيطانية تشغل نحو 5-6 في المائة من الأراضي الأمر الذي يعني ان الانسحاب من النسبة التي تصورها الوزير قد تبقي معظمهم كما هم. وقال متحدث باسم نتنياهو إنه ليس لديه تعليق على تقرير هارتس. وتعتبر معظم الدول المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية. وترفض اسرائيل التي احتلت الضفة في حرب عام 1967 ويقدر عدد المستوطنات اليهودية التي أقيمت بتصاريح من الحكومة الاسرائيلية بنحو 120 مستوطنة الى جانب عشرات المواقع الاستيطانية التي أقامها مستوطنون دون موافقة رسمية.