قال المعارض السوري ميشال كيلو إن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض يعمل على إنشاء مجلس تنفيذي من عشرة أعضاء لإعادة تنظيم فصائل المعارضة المختلفة في جيش منظم يتمتع بالتمويل اللائق والأسلحة المناسبة. وترفض جماعات إسلامية متشددة برزت على الساحة في سورية، سلطة «الائتلاف الوطني السوري» المدعوم من دول غربية وعربية خليجية ويقيم معظم زعمائه في الخارج. وقتل محاربون إسلاميون الأسبوع الماضي قائداً عسكرياً من «الجيش السوري الحر» المعارض المؤيد ل «الائتلاف». وأوضح كيلو لوكالة «رويترز» في باريس، حيث يقيم من سنتين، أن «الائتلاف» يسعى إلى انتخاب المجلس التنفيذي خلال انعقاد الجمعية العامة الشهر المقبل. وأضاف أن أعضاءه سيعملون كأنهم وزراء وسيستقرون داخل مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في سورية وفي مناطق حدودية. وقال كيلو (72 عاما): «سيكون هناك جهاز بيروقراطي مرتبط بمصالح السوريين ومستقل عن الرئيس (أحمد العاصي الجربا) وقيادة «الائتلاف». وزاد نفوذ الكتلة الليبرالية التي يترأسها كيلو داخل «الائتلاف الوطني» المشرذم منذ انتخاب الجربا، وهو أحد أعضاء الكتلة، رئيسا ل «الائتلاف» الشهر الماضي. وتوقع كيلو أن تستمر الحرب في سورية فترة طويلة بعد «انضمام أطراف أجنبية (إيران وحزب الله) إلى ما أصبح مسرحاً لصراع طائفي واسع في المنطقة بين السنة والشيعة، الأمر الذي زاد تعقيداً بسبب التنافس المتنامي بين روسيا والولايات المتحدة». وقال كيلو إن «الجيش الحر هو تعبير عن رغبة وليس جيشاً حقيقياً»، مضيفا أنه «يجب دمج الضباط السابقين في الجيش السوري والذين يجلسون بلا عمل في الأردن وتركيا في الهيكل الجديد المقرر». وتابع: «تجب إعادة تنظيمه وإعادة هيكلته بقيادة حقيقية وانضباط»، لافتاً إلى أن «الائتلاف يعمل من أجل إنشاء بنك أو وزارة مالية فعلية لنقل أموال من السوريين في الشتات بطريقة أكثر تنظيماً». وأضاف أنه «سيكون في الإمكان أيضاً وضع موازنة من الأموال الناجمة عن الأنشطة الاقتصادية في مناطق المعارضة والتي تمتد من الزراعة إلى آبار النفط وتوزيع المياه». وأوضح أن هذه الأنشطة قد تدر عائداً يتراوح بين خمسة وسبعة مليارات دولار سنويا. وقال: «إذا استطعنا تحقيق هذا فسيكون مصدراً للتمويل وسيتيح لنا إمكان أن نكون أكثر استقلالاً عن الدول العربية»، مضيفاً أن «الائتلاف» قد يشتري بشكل مباشر الأسلحة المتطورة التي يحتاجها مقاتلو المعارضة. ويقود كيلو جهودا للمعارضة لكسب دعم الأقليات التي تخشى سيطرة الإسلاميين على السلطة في حال سقوط الرئيس بشار الأسد. وقال: «إنها حرب ستمتد وتستمر لفترة طويلة بعدما شارك فيها حزب الله اللبناني». واستطرد: «كانت حرباً بين نظام وشعب لكنها أصبحت الآن حرباً إقليمية». إلى ذلك، كتب الرئيس السابق ل «المجلس الوطني السوري» برهان غليون على صفحته على «فايسبوك» أمس: «لم يعد للائتلاف وزن كبير في تقرير مصائر الثورة والبلاد. الوزن الأكبر أصبح للكتائب المقاتلة وللدول الممولة التي تملك وحدها مصلحة في ألا يستقر نظام الأسد، كما تملك وسائل تعويم الثورة وتسليح المقاتلين في مواجهة الحلف الشرير الذي قام في وجهنا، جامعاً إلى جانب النظام الهمجي، ايرانوروسيا والميليشيات الطائفية التي لا ينبغي الاستهانة بقوتها الميدانية. ولن يكون للائتلاف قيمة في نظري إلا بمقدار ما يمكن استخدامه لتحسين وضع الكتائب وتنظيمها وتوحيدها، والارتقاء بمستوى التنسيق والحشد والتسليح مع دول المساندة الأقرب، والعمل على توحيد جهود الدول الحليفة وعلى تجاوز الخلاف أو الحساسية التي يمكن أن تظهر في ما بينها».