يشهد السجال السياسي في إيطاليا توتراً واشتعالاً يفوق حرارة الصيف، اذ بعدما أهان روبرتو كالديرولي، نائب رئيس مجلس الشيوخ، وزيرة التكامل سيسيل كيينج، وهي من أصل أفريقي، شهدت الساعات الأخيرة تصاعداً في أحداث مقلقة، بعد تهديد بخطف مارا كارفانيا، وزيرة المساواة السابقة في حكومة سيلفيو بيرلوسكوني، وحريق شبّ في مدرسة ثانوية في روما. وبدل أن يستجيب كالديرولي، وهو أحد قادة «رابطة الشمال» الانفصالية، دعوات الى اعتذاره من الوزيرة التي قال عنها: «حين أنظر إليها لا يمكنني منع نفسي من التفكير بغوريلا أورانغو»، زاد الطين بلّة، بتهكّمه على شخصيات سياسية أخرى، من رئيس الحكومة إنريكو ليتّا ونائبه آنجيلينو آلفانو، اذ اعتبر أنهما يشبهان «صقراً وضفدعاً»، ووصف وزيرة العدل آنّا ماريّا كانتشيلييري بأنها تشبه «كلباً من فصيلة سان بيرناردو». لكن محاولة كالديرولي تغطية إساءته إلى الوزيرة السوداء، بمزاح وتهكّم، فشلت اذ تصاعدت المطالبة باستقالته والحملات ضده، كما أن رئيس الجمهورية جورجو نابوليتانو أبدى استياءً شديداً إزاء ما حدث. لكن عدداً من أنصار كالديرولي، في البرلمان وخارجه، علّقوا على استياء نابوليتانو، بكلمات لن تمرّ من دون تداعيات، اذ قال النائب في البرلمان الأوروبي عن «رابطة الشمال» ماتّيو سالفيني: «على نابوليتانو أن يصمت، وألاّ يُبدي استياءه من عبارة لفظها كالديرولي، فيما لم يبدِ استياءً إزاء الدمار الذي سببته وزيرة العمل السابقة في حياة آلاف من العمال الإيطاليين». تزامن ذلك مع كشف كيينج تعرّضها يومياً لعشرات الإهانات والسباب والتهديدات، «عبر الهاتف والبريد، وأقساها ما يُنشر في صفحات الإنترنت ضدي، ما يبلغ حد التهديد لحياتي». وأضافت: «لا أطالب كالديرولي بالاستقالة، اذ إن الأمر ليس شخصياً بيني وبينه، بل أرى أن إيطاليا تحتاج إلى قانون يُدين مَن يُحرّض على العنصرية، لأن ذلك يتحوّل تدريجاً تحريضاً على عنف».