أبدى رئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتّا تضامنه مع وزيرة التكامل سيسيل كيينج التي تعرّضت لهجوم وإساءات لفظية عنصرية من روبيرتو كالديرولي، نائب رئيس مجلس الشيوخ، أحد زعماء «رابطة الشمال» الانفصالية. وكان كالديرولي قال خلال احتفال لحزبه: «عندما أنظر إلى كيينج لا أتمكّن من منع نفسي في التفكير بغوريلا أورانغو». واعتبر ليتّا أن هذه الكلمات «مرفوضة وتجاوزت كل الحدود»، وكتب إلى الوزيرة الأفريقية الأصول، قائلاً: «إلى الأمام عزيزتي سيسيل في عملك، وكلنا إلى جوارك». وشهد البرلمان الإيطالي سجالات احتجاجاً على الموقف العنصري الذي صدر عن شخصية تحتلّ موقعاً بارزاً في هرم المؤسسة الدستورية، وطالب نواب، في مقدّمهم المغربي الأصل خالد شوقي، كالديرولي باعتذار من الوزيرة أو الاستقالة، فيما أكدت آنّا فينوكيارو، الرئيسة السابقة لأعضاء الحزب الديموقراطي في مجلس الشيوخ، أن «الحزب سيتحرّك (الإثنين) في المجلس لمطالبة نائب رئيسه بتوضيح موقفه»، مضيفة: «آمل بأن يمتلك كالديرولي كرامة الاعتذار إلى كيينج». وطالب جانّي كوبيرلو، أحد أبرز المرشّحين لزعامة الحزب، كالديرولي بالاستقالة، معتبراً أن «من نطق بتلك الكلمات ضد الوزيرة كيينج لا يستحق الجلوس على كرسيه ولا أن يمثّل مؤسساتنا الدستورية». ولم تقتصر الإدانة على معارضي كالديرولي، بل شملت قادة في «رابطة الشمال»، إذ رأت النائبة ميكائيلا بيانكافيوري في تصريحه «تجاوزاً لكل الحدود»، لكنها عارضت استقالته. في غضون ذلك، رأت رئيسة مجلس النواب الإيطالي لاورا بولدريني أن على بلادها اعتبار من يولد على أرضها «مواطناً بالولادة»، وزادت أن «الرئيس جورجيو نابوليتانو أعاد إلى أذهان الأحزاب السياسية، أن أبناء المهاجرين المولودين في البلد إنّما هم جزء لا يتجزأ من نسيجنا الاجتماعي، وأن على قانون المواطنة أن يتناسب مع متغيّرات الزمن. ونبّهت إلى وجوب الامتناع عن «تجاهل حقيقة أن في بلادنا الآن، يعيش أفراد أتوا من أماكن بعيدة، لكنهم باتوا يشكّلون جزءاً من مجتمعنا، إذ في إيطاليا أكثر من 4 ملايين مهاجر».