يجد مستخدمو الإنترنت صعوبة في انتقاء كلمة سر مناسبة توفر لهم الحماية على الشبكة العنكبوتية. فكلمة السر الأكثر شيوعاً على الإنترنت هي «كلمة سر» بالإنكليزية أو «123456»، فيما ينبغي أن تكون أقرب إلى جملة طويلة بلا معنى ولا نهاية. عاش ملايين المستخدمين تجربة مريرة بسبب كلمات السر التي لم يكن أي منها آمناً عندما قرر القراصنة المعلوماتيون اختراق أنظمة المصارف والمتاجر وشبكات التواصل الاجتماعي التي فشلت في حماية نفسها بما يكفي. وفي عالم تتقدم فيه التكنولوجيا بسرعة كبيرة، لا تزال معادلة «اسم المستخدم - كلمة السر» هي المعادلة المعتمدة على رغم قدمها. ويعزى السبب إلى أنها غير مكلفة، على حد قول الخبير النروجي في الأمن المعلوماتي بير ثورشايم الذي سينظم في في لاس فيغاس المؤتمر الأول المخصص لكلمات السر وهو في عنوان «باسووردز كون». ويشرح الخبير: «إذا أردنا نظاماً آخر كنظام تدقيقي يستخدم برنامجاً محدداً، علينا أن ندفع أكثر». وعندما كان جهاز الكومبيوتر بحجم غرفة كبيرة، كانت الأمور بسيطة لأن أجهزة الكومبيوتر لم تكن متصلة بعضها ببعض. ثم أتت شبكة الإنترنت واجتمعت فيها أجهزة الكومبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. فبدأت المعضلة بالنسبة إلى المستخدم الذي عليه أن يبحث عن كلمة سر محددة لعشرات الاستخدامات المختلفة على أجهزة مختلفة. وتقول ماريان ميريت، وهي مستشارة لدى شركة «نورتون» إن «الناس لم يأخذوا يوماً كلمات السر على محمل الجد، وفجأة برزت مشاكل كبيرة» تتعلق بالسرية. وتجرى حالياً دراسة حلول بديلة لحل هذه المعضلة. ف «غوغل» مثلاً تفكر في ابتكار نظام يتعرف إلى المستخدم رقمياً من خلال بطاقات هوية في مفاتيح «يو إس بي»، ومنظمة «فيدو ألاينس» تدعو إلى نظام للتعرف عبر اللمس إلى شاشات الهواتف الذكية. وتقترح المسؤولة عن الأبحاث في شركة «موتورولا»، ريجينا دوغان، «قرصاً لكلمة السر» يحتوي على رقاقة ومصباح يصدر إشارة فريدة من نوعها في المعدة. وفي الانتظار، يجمع الخبراء على أمرين هما استخدام كلمات سر طويلة قدر الإمكان تحتوي على أحرف وأرقام ورموز، وعدم استخدام كلمة سر واحدة. بعد ذلك، يبقى على المستخدم أن يأمل أن يكون الموقع الإلكتروني اتخذ التدابير اللازمة ليوفر له الحماية.