اتفقت ثلاثة أحزاب إسلامية على إعلان مرشح واحد لدخول الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأكدت انها ستساهم بفاعلية في الانتخابات المقبلة ولن تكون مجرد «ديكور» في سباق محسوم سلفاً لمرشح السلطة. وذكر مصدر حزبي ينتمي ل «تكتل الجزائر الخضراء» الذي يجمع «حركة مجتمع السلم» (حمس) و «النهضة» و «الإصلاح»، أن التوافق بين الأحزاب الثلاثة في موضوع الرئاسيات المقبلة يتضمن ترشيح شخصية متفق عليها، وشرح ل «الحياة» أن الأحزاب الثلاثة ستتجه نحو مشاورات معمقة في موضوع المرشح المحتمل، و «الذي سيكون لاحقاً محل مشاورات مع أحزاب قومية وليبرالية». والخيار الثاني «ترشيح شخصية تمثل كل حزب على حدة، فيما سيكون الخيار الثالث اتخاذ قرار بالمقاطعة». ويجتهد أنصار التيار الإسلامي في حشد التأييد لمرشح يخلف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لذلك يجوب قادة هذه الأحزاب الولايات لطرح مشروع تغيير شامل. يبدو أن هذا الحراك من شأنه أن يريح مراكز السلطة بما أن احتمال تزكية مرشح من قبل الدوائر الحاكمة يبقى مطروحاً، فيما يضفي وجود تكتل إسلامي منافس مصداقية على انتخابات الرئاسة المقررة ربيع العام المقبل. ويمكن وضع التصريحات المنتقدة لدور الإسلاميين مؤخراً من قبل عبد القادر بن صالح الذي يقود «التجمع الوطني الديموقراطي» في سياق هذا الاستقطاب الذي تريده السلطة، حيث تحاول قيادات الأحزاب الثلاثة «حمس» و «النهضة» و «الإصلاح»، قبل التوسع نحو «جبهة التغيير» التي تنتمي بدورها للتيار الإسلامي، إحياء هذا التيار من جديد، بعد خيبة الأمل التي حصدتها في الانتخابات التشريعية والمحلية الماضية. ويعكس التقارب الجاري منذ شهور بين قياديين في التيار الإسلامي في الجزائر، إرادة قوية لديهم في وضع المشروع الإسلامي في قلب المعادلة السياسية في البلاد. ويعكس انتقال الأحزاب الإسلامية إلى مرحلة التقارب مع الليبراليين الوطنيين رغبة في أن يكونوا عاملاً مهماً في معادلة الرئاسيات. وأفاد حزب «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» العلماني، أن رئيسه محسن بلعباس وقياديين في مكتبه الوطني، استقبلوا وفداً من «حركة النهضة» بمقر الحزب، في خطوة نادرة من «التجمع». وقال الحزب في بيان إن اللقاء الذي تم مع الأمين العام ل «النهضة» فاتح ربيعي استغرق ساعة كاملة و خصص للبحث في الوضع السياسي الداخلي. واللافت في هذا الحراك السياسي القائم، تسجيل اندفاع قوي من التيار الإسلامي إلى البحث عن خطوط تقاطع مع القوى الوطنية، ووجود رغبة كبيرة في إقامة تحالف مشترك خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويتزامن ذلك مع غياب أحزاب السلطة، ك «جبهة التحرير الوطني» و «التجمع الوطني الديموقراطي»، الغارقين في مشاكل داخلية حول القيادة المحتملة لكليهما. يذكر أن تقارب الإسلاميين والعلمانيين بخصوص ملف الرئاسيات بدأ منذ تعديل الدستور، ويهدف إلى أحد احتمالين: تشكيل جمعية وطنية تأسيسية، أو إعداد دستور توافقي. ويتطلب هذان الخياران اللجوء إلى استفتاء شعبي. وفي غضون ذلك، تحاول هذه الأحزاب المحسوبة على «الإخوان» استقطاب فصيل خامس هو «حركة البناء الوطني»، التي تتحفظ لحد الآن عن أي تحالفات أيديولوجية.