أكد الرئيس محمود عباس في اتصال هاتفي ليل الجمعة - السبت مع الرئيس المصري الموقت عدلي منصور والقائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي احترامه إرادة الشعب المصري ورفضه أي تدخل في الشؤون الداخلية لمصر العربية، في وقت رفض رئيس الحكومة المقالة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة اسماعيل هنية اتهام الحركة بالتدخل في الأحداث الجارية في مصر. في هذه الاثناء، رفض ممثلون عن مدينة القدس ومرجعيات دينية إسلامية ومسيحية استخدام الأقصى المبارك والأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية لتحقيق مصالح فئوية والتدخل في الخلافات العربية الداخلية، وذلك بعد تظاهرة في باحته تأييداً للرئيس المصري المعزول محمد مرسي ورفع صوره. وشدد عباس على دور مصر الريادي والقيادي للأمة العربية، معرباً عن أمنياته لمصر الأمن والأمان والاستقرار والازدهار. بدوره، أكد منصور على العلاقات التاريخية الراسخة بين الشعبين الفلسطيني والمصري. من جانبه، اعتبر هنية خلال افتتاح مسجد الخالدي على شاطئ بحر منطقة السودانية شمال غربي مدينة غزة أن كل ما ينشر عن تدخل حركته في احداث مصر «ملفق». ورأى أن «الزج بحماس في هذه الأحداث لا يخدم سوى الاحتلال (الاسرائيلي)، ويُلحق الضرر بالمجتمع الفلسطيني». وعبر عن أمله في «وقف مثل هذه التصريحات»، معتبراً أن من «الأولى بمن يطلق تلك الأقاويل المشاركة في رفع الحصار، وعدم تأجيج الفجوة والشرخ بين أبناء الصف الفلسطيني الواحد»، في اشارة الى حركة «فتح» وبعض الأطراف ووسائل الاعلام المصرية التي تتهم «حماس» بالوقوف الى جانب «الاخوان»، وبوجود مسلحين من الحركة داخل مصر. من جهته، قال القيادي في «حماس» صلاح البردويل إن الحركة «لم تتأثر بالأوضاع الجانبية، فهي تشكل محوراً بذاتها، وتنحاز لمبادئها وقيمها على حساب المصالح». وأضاف في تصريحات لصحيفة «الرسالة» التابعة ل «حماس» وتصدر من غزة، إن الحركة «لم تتعرض الى مضايقات داخل مصر في المرحلة الراهنة من الأجهزة الأمنية وقوات الجيش المصري بعد عزل مرسي». ولفت الى أن «حماس تجري اتصالات مستمرة مع الأجهزة الأمنية المصرية التي أكدت بدورها أن الاتهامات التي تروّج ضدها باطلة وغير صحيحة». ودعا إلى «الحذر في التعاطي مع ما يتم نشره عبر وسائل الإعلام المصرية نقلاً عن لسان قادة الجيش المصري أو الأجهزة الأمنية، مشيراً الى أن الأخيرة «نفت الاتهامات التي تروج ضد حماس». ووصف تلك الاتهامات ب «التدليس والتهريج الإعلامي». واتهم بعض القيادات الأمنية من «فتح» ب «التحريض على حماس وتشويه مواقفها عبر فبركة اتهامات موجهة ضدها بالتعاون مع مفوضية إعلام (فتح في) مصر». وأشار إلى أن «هناك اتصالات مع قيادات من فتح بغرض إخماد تلك الإشاعات كونها تضر بالقضية الفلسطينية». الأقصى في هذه الأثناء، رفض ممثلون عن مدينة القدس ومرجعيات دينية إسلامية ومسيحية استخدام الأقصى المبارك والأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية لتحقيق مصالح فئوية والتدخل في الخلافات العربية الداخلية. وشددت في تصريحات إذاعية على أهمية أن تبقى قضية القدس والأماكن المقدسة عامل توحيد للأمة العربية والإسلامية من حولها، والتزامها الموقف الرسمي الذي يعبر عنه الرئيس عباس القاضي بالنأي بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية عن الصراعات العربية الداخلية. وبحسب وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية «وفا»، قال وزير شؤون القدس محافظها عدنان الحسيني إن «حشود المصلين الفلسطينيين الذين جاؤوا من كل المناطق، رفضوا رفع صورة مرسي في باحات الأقصى». وشدد على أن «هذه الحشود جاءت ولديها رسالة واحدة أن شعبنا يقاوم الاحتلال وليس شيئاً آخر، وتؤكد أن القدس عربية، وأن شعبنا موجود على هذه الأرض وإلى الأبد». واعتبر أن «هذا التصرف يمثل أصحابه فقط، ولا يمثل بأي شكل من الأشكال شعبنا الذي يرفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ويرفض الزج بالقدس والأقصى المبارك في الخلافات والصراعات العربية». وحذر وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية محمود الهباش من «خطورة استخدام الأقصى المبارك والقدس في التعبير عن الخلافات والصراعات العربية الداخلية». وشدد على أن «القدس والأقصى المبارك يجب أن تبقيا رمزاً لوحدة الأمة وليس لتمزيقها». ورأى أن رفع صورة مرسي «محاولة بائسة ومرفوضة وتتناقض مع الموقف الرسمي للقيادة الفلسطينية من عناصر محسوبة على حماس بهدف الزج بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية في الأوضاع الداخلية المصرية والعربية». كما رفض الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية في القدس الأب عيسى مصلح «استغلال الأماكن المقدسة الإسلامية أو المسيحية في الصراعات الداخلية للدول العربية». وقال إن «موقفنا في المدينة المقدسة مع موقف عباس القاضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية»، معرباً عن أمله في «ألا يتكرر هذا المشهد في الأقصى الجمعة المقبلة لأنه سيلحق الضرر بقضية الأقصى والقدس التي يجب أن تعبر عن وحدة الأمة العربية». وقال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى إن ما جرى «له انعكاسات سلبية على قضية القدس والقضية الفلسطينية»، معبراً عن رفضه القاطع مثل هذه الممارسات التي «تعزز الانقسام على الساحتين الفلسطينية والعربية». وشدد على أن «الجهد الفلسطيني يجب أن يُكرس ضد الاحتلال الإسرائيلي وليس لأي أجندة خارجية».