كشف منير سعيد القيادي البارز وعضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس عن ترتيب لقاء قريب يجمع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال هذا الشهر في القاهرة أثناء زيارة أبو مازن المتوقعة بعد يوم 11 يناير الحالي، ولفت سعيد إلى أن الأجواء متاحة بشكل كامل لتحقيق مصالحة تاريخية بين حماس وفتح بعد سلسلة من الرسائل الإيجابية التي أرسلها الطرفان لبعضهما البعض سواء من حماس تجاه خطوة الرئيس أبو مازن بحصول فلسطين على صفة مراقب في الأممالمتحدة، ودعم حماس الكامل لهذه الخطوة، أو من خلال وقوف فتح والرئيس أبو مازن موقفا إيجابيا خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة . ونفى منير سعيد في تصريحات ل«عكاظ» وجود أي اتصالات بين حماس والنظام السوري لوقف المجازر بحق الفلسطينيين في مخيم اليرموك، وقال: لا يوجد أي اتصالات من أي نوع بين قيادة حماس وقيادات النظام السوري، وأن النظام السوري قام بالاستيلاء على منازل ومكاتب الحركة في دمشق، لافتا إلى أن قيادة حماس حاولت النأي بنفسها وتجنب الصراع السوري لكن دخول المعارك لمخيم اليرموك، ومساندة بعض العناصر الفلسطينية للنظام السوري بشكل علني جعل فلسطينيي مخيم اليرموك في قلب المعركة، داعيا إلى ضرورة تجنب التعرض للفلسطينيين باعتبارهم ليسوا طرفا في الصراع. وأكد سعيد التزام حماس بما جاء في اتفاق الدوحة الذي ينص على تولي الرئيس أبو مازن منصب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، كما نفى سعي حماس للاستحواذ على منصب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وقال: إن حماس جزء رئيسي من نسيج الشعب الفلسطيني ولا يمكن أن تظل خارج منظمة التحرير الفلسطينية، وأن قيادة خالد مشعل لمنظمة التحرير الفلسطينية غير مطروحة في الوقت الراهن، لافتا إلى عدم وجود أي مشكلة في هذا الملف، حيث هناك اتفاق بين كل الفصائل على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية حتى تعبر عن كل أطياف الشعب الفلسطيني، مشددا على نجاح حماس وفتح في إنجاز جميع ملفات المصالحة لكن الفيتو الإسرائيلي والأمريكي كان يقف دائما أمام تحقيق المصالحة، مشيرا في ذلك إلى التهديدات الإسرائيلية والامريكية لرئيس السلطة الفلسطينية، ووقف تحويل عائدات الضرائب للسلطة وتوقف الكونجرس عن الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، لكن سعيد عبر عن اعتقاده في نجاح الرئيس محمود عباس في الخروج من تحت العباءة الأمريكية خاصة عندما توجه للأمم المتحدة وحصل لفلسطين على صفة المراقب خلافا للرغبة الأمريكية الاسرائيلية. وحول مستقبل قيادة حماس في ظل إصرار خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة على ترك منصبه قال منير سعيد إنه والكثير من قيادات حماس يتمنون أن يظل خالد مشعل في موقعه لكن إذا أصر مشعل على موقفه يمكن لمجلس شورى حماس أن يتفاوض مع خالد مشعل أو ترشيح آخرين إذا واصل خالد مشعل الإصرار على موقفه، مشددا على أن حماس بها الكثير من القيادات في الخارج والداخل قادرون على حمل المسؤولية إذا رفض خالد مشعل الاستمرار. وحول كيفية اختيار خليفة جديد لخالد مشعل قال سعيد ل«عكاظ»: إنه يتم ترشيح مجموعة من الأسماء وفي النهاية يتم التوافق على من يتولى المسؤولية ويتم هذا داخل مجلس شورى الحركة. وأكد عدم وجود مكاتب رسمية لحماس في القاهرة لكن هناك وجودا لأفراد فقط بعد خروج الحركة من دمشق منذ أكثر من عام، وأن وجودهم بتنسيق أمني مصري ينطلق من أبعاد اجتماعية وإنسانية، وليس وجودا رسميا، مشيدا في ذلك بدور المخابرات المصرية في تذليل كافة العقبات التي قد تعترض بعض الشخصيات الفلسطينية. ووصف سعيد من يزعمون بوجود مخطط لتوطين أبناء غزة في سيناء بأنه زيف وكذب وافتراء ولا يوجد أي مؤشر على ذلك، وقال إن أرضنا معروفة وهي فلسطين ولا يوجد أي مطامع فلسطينية في سيناء، وأن حماس شريكة لمصر في الحفاظ على الأمن على جانبي الحدود المصرية الفلسطينية، مشددا على أن المشكلة الأمنية في سيناء سببها الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وليس حماس. وحول مشروع إنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر وغزة قال القيادي الفلسطيني: إن هناك افكارا كثيرة حول منطقة التجارة الحرة أو المنطقة الصناعية المشتركة، لكن نظرا لانشغال مصر بأحداثها الداخلية ليس هناك خطوات عملية في هذا الشأن حتى الآن داعيا إلى الإسراع في تنفيذ هذه المشروعات حتى يعود النفع على مصر وغزة. واستبعد سعيد أن يتم رفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية والمزايدات الانتخابية بين الاحزاب الإسرائيلية، مؤكدا أن هناك تحسنا طفيفا في حياة أبناء غزة نتيجة فتح معبر رفح بشكل أفضل مما كان في الماضي نتيجة دخول بعض المواد الغذائية ومواد البناء، لافتا إلى أن محطات الكهرباء في غزة لا تزال تعمل بنصف طاقتها نتيجة عدم توافر الوقود رغم دخول كميات طفيفة في الآونة الأخيرة، مشددا على أن إسرائيل ستظل تعتبر حماس العدو الأكبر وستحاول دائما إضعافها سياسيا وعسكريا. وثمن منير سعيد ما تقوم به المملكة من دعم للقضية الفلسطينية على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والإنسانية .. وقال: إن دور المملكة التاريخي سواء من خلال منظمة التعاون الإسلامي أو الجامعة العربية ساهم في جعل التغطية الفلسطينية في صدارة الاهتمامات العربية والإسلامية والدولية، مشيراً بشكل خاص إلى دعم المملكة الدائم لمشروعات حماية القدس والأقصى والحفاظ على الهوية الفلسطينية والدعم المالي والإنساني لكافة قطاعات الشعب الفلسطيني. وحسب مصادر دبلوماسية فإن أبو مازن سيقوم بزيارة للقاهرة الثلاثاء المقبل بناء على دعوة وجهها له الرئيس المصري محمد مرسي لاستكمال ملف المصالحة وعقد لقاءات مع مسؤولين في حركة حماس.. وكان وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو قد سلم الدعوة خلال زيارته السبت الماضي للضفة الغربية بصحبة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي.