أكدت مصادر عسكرية مصرية ل «الحياة» أن الجيش قرر المضي قدماً في خطة تطهير «جبل الحلال» في سيناء الذي يؤوي «عصابات مسلحة وإرهابيين». وأوضحت أن تلك المواجهة سيشارك فيها سلاحا المدفعية والطيران من أجل «حسم المعركة سريعاً»، لافتة إلى أن الجيش سيمهل المسلحين فرصة لتسليم أنفسهم قبل أن يدك بؤرهم بعد أن يطلب إنزال النساء والأطفال من الجبال والكهوف حتى لا يتضرروا من العمليات العسكرية. وكانت المواجهة بين الجيش والمسلحين في سيناء دخلت مرحلة خطيرة بعد «عملية نوعية» أقدم فيها المسلحون وتمثّلت بمحاولة اغتيال قائد الجيش الثاني اللواء أحمد وصفي مساء أول من أمس. ووصفي هو أكبر قائد عسكري في سيناء التي تقع إضافة إلى بورسعيد والإسماعيلية ضمن نطاق سيطرة الجيش الثاني. وبعدما طوّر المسلحون من عملياتهم باستهداف معسكرات الجيش - بعد مكامن الشرطة - بقذفها بالأسلحة الآلية وقذائف «آر بي جي» وحتى صواريخ «هوك»، وصل هؤلاء إلى حد استهداف قادة الجيش الكبار على رغم أن تحركاتهم عادة ما تكون محاطة بالسرية وإجراءات أمنية مشددة. وأعلن الناطق العسكري مساء أول من أمس أنه «أثناء قيام قائد الجيش الثاني الميداني بتفقد عناصر التأمين في منطقة الشيخ زويد قامت إحدى السيارات القادمة من المنطقة الحدودية برفح بإطلاق نيران كثيفة على عربة قائد الجيش، وعلى الفور، قامت قوة التأمين المرافقة بالاشتباك مع العناصر الإرهابية المهاجمة وتمكنت من ضبط السيارة المستخدمة، والتي عثر بداخلها على طفلة مصابة، تم نقلها إلى مستشفى العريش العام لتلقي الإسعافات اللازمة، لكنها توفيت فور وصولها إلى المستشفى». وأوضح الناطق أنه تم القبض على قائد السيارة في حين فر فرد آخر. وعُثر بداخلها على مسدسين ونظارة ميدان أميركية الصنع. وأضاف: «العناصر الإرهابية والخارجة عن القانون توسعت في استخدام الأطفال كإحدى وسائل الحرب الدعائية ضد القوات المسلحة بهدف تشويه الحقائق وتصدير صور كاذبة عن حقيقة الأوضاع، والتي تستغل إعلامياً لتحقيق أهداف مشبوهة». لكن الناطق العسكري سحب بيانه هذا بعد ساعات من على صفحته من موقع «فايسبوك»، ما أثار شكوكاً حول الرواية. وكانت مصادر أمنية أعلنت قبل بيان الجيش أن مسلحين هاجموا مكمناً أمنياً على طريق العريش - رفح، ما أدى إلى مقتل طفلة، في تبادل إطلاق النار بين المسلحين والأمن. لكن لم يُعرف مصدر الرصاصة التي أودت بحياتها. ودانت غالبية القوى السياسية محاولة اغتيال قائد الجيش الثاني، بما فيها جماعة «الإخوان المسلمين» التي أكدت أنها «ستستمر في المقاومة السلمية للانقلاب العسكري الدموي على الشرعية الدستورية». وقتل مسلحون جندياً في الأمن المركزي جنوب ميناء رفح البري ومنفذ كرم أبو سالم الحدودي فجر أمس.