تميز مهرجان «فرانكوفولي مونتريال» (انطلق عام 1989 )، بإقبال جماهيري وفني هذه السنة، إذ حضره أكثر من مليون مشاهد وشارك فيه أكثر من 1000 فنان وفنانة ينتمون إلى 12 بلدا فرانكوفونياً، وشهد 250 عرضاً، منها 180 حفلة مجانية في الهواء الطلق و70 في قاعات مقفلة نقلت وقائعها على شاشات عملاقة. وشارك في المهرجان الذي يعتبر أضخم احتفالية فنية في الشمال الأميركي، بعض الفنانين العرب الفرانكوفونيين المقيمين في كندا وخارجها، منهم المؤلف الموسيقي وعازف العود المغربي حسن الهادي الذي قدّم باقة من ألبوماته الغنائية القديمة والحديثة، فتألق في «سلام كيبك» و «حبيبة» و»تلاوين» و»شوف». ويمزج الهادي في موسيقاه ألحاناً مغربية وعربية وبربرية وأفريقية، على إيقاعات أندلسية ساحرة، ما يُنتج خلطة موسيقية تطرب لها الآذان. أما ناتاشا أطلس وهي من أم إنكليزية وأب مصري، فشاركت للمرة الأولى في احتفالات «فرانكوفولي مونتريال». وتتحدث أطلس العربية والفرنسية والإسبانية والإنكليزية، وتجيد الرقص الشرقي. غيّرت في السنوات الأخيرة خياراتها الفنية الغربية (مزيج من موسيقى هيب هوب والألحان الفرنسية) نحو الغناء العربي والموسيقى الأوركسترالية، أصدرت ألبومات عدة، بعضها يتضمن أغنيات عن الحب والحياة والعاطفة والعذاب والطبيعة، وبعضها الآخر يتميز بعودته إلى التراث المصري والحنين إلى الوطن. ومن أبرز ما غنته في المهرجان مقتطفات من ألبومها «حليم» الذي تضمن مجموعة من أغاني عبد الحليم حافظ، كما قدمت من ألبومها الأخير «منقلبة»، احدث أغانيها «الصعود نحو الحرية»، علماً أنها أصدرتها قبيل انطلاق ثورة الشباب في مصر وتتحدث فيها عن الظلم والطغيان والحرية والكرامة وإحباط الشباب وكأنها كانت تتنبأ مسبقاً بقدوم الربيع العربي. أما محمود، الشاب الجزائري فهو مغن صاعد من هواة الراي، قدم بعض أغنياته التي تتناول المعاناة في الغربة. ووصفت جريدة «لودوفوار» العروض العربية في المهرجان بأنها» جذابة يفوح منها عبق الغناء العربي وعبير الموسيقى المغاربية».