دعت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد رئيس فريق الأممالمتحدة للتحقيق في الأسلحة الكيماوية آكي سيلستروم الى زيارة دمشق لمناقشة الاتهامات المتعلقة باستخدام جيشها أسلحة كيماوية محظورة، لكنها قالت إنها لن تقدم تنازلات بشأن دخول فريق التفتيش. وقال السفير السوري لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري للصحافيين أول من أمس، إن الدعوة وجهت أيضاً إلى أنجيلا كين مسؤولة نزع السلاح في الأممالمتحدة لزيارة سوريا وإجراء محادثات عن تحقيق الأممالمتحدة بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية. ولم يستطع فريق سيلستروم دخول الأراضي السورية حتى الآن لأن حكومة الأسد لا توافق إلا على دخوله مدينة حلب حيث تبادل جانبا النزاع الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية. وقال الجعفري: «نحن واثقون من أن السيدة كين والدكتور سيلستروم سيجريان مفاوضات بناءة مع المسؤولين السوريين من أجل التوصل إلى اتفاق متبادل على شروط مرجعية المهمة وآليتها وإطارها الزمني». وأضاف أنه في حال قبولهما الدعوة سيجتمعان مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم والخبراء الوطنيين. ووجه السفير السوري اتهاماً جديداً إلى مقاتلي المعارضة قائلاً إنهم يخزنون مواد كيماوية سامة. وقال: «اكتشفت السلطات السورية في مدنية بانياس 281 برميلاً مليئة بمواد كيماوية خطرة»، مضيفاً أن المواد الكيماوية المكتشفة «يمكنها تدمير مدينة بأكملها إن لم يكن البلاد كلها». وقال الجعفري إن التحقيق ما زال جارياً بشأن هذه المواد الكيماوية التي عثر عليها في مخزن، وقال إن لها صلة «بالمجموعات الإرهابية المسلحة». وسئل الجعفري هل تعني الدعوة الموجهة إلى سيلستروم وكين، أن حكومته ستدرس السماح لفريق الأممالمتحدة بالذهاب إلى أماكن غير حلب، فأشار إلى أن حكومته لن تسمح بذلك، قائلاً «لا، ويجب ألا تقفز إلى استخلاص هذه النتيجة». ولم يوضح الناطق باسم الأممالمتحدة مارتن نسيركي ما إذا كان مفاوضو الأممالمتحدة سيقبلون الدعوة، التي وصفها بأنها «تحرك في الاتجاه الصحيح». وقال إن الحكومة السورية يجب عليها منح فريق سيلستروم حرية وصول واسعة «من دون أي تأخير أو شروط». وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حض سورية على أن تتيح لفريق التحقيق الدخول بلا أي قيد أو شرط من أجل النظر في كل الحوادث المتصلة باستخدام الأسلحة الكيماوية، لكن حكومة دمشق تريد أن يقتصر فريق الأممالمتحدة على إجراء تحريات بشأن حادث وقع في حلب في آذار (مارس) وألا يشمل أماكن أخرى أبلغت بريطانيا وفرنسا الأممالمتحدة بها. ويقول مسؤولو المنظمة الدولية إن المفاوضات بشأن دخول فريق الأممالمتحدة وصلت إلى طريق مسدود.