أعلن أمس عدم التوصل الى اتفاق بين الأممالمتحدة والحكومة السورية إزاء المجال الذي سيسمح به لفريق مفتشي الأسلحة الكيماوية للتحقيق في مزاعم بأن مثل هذه الاسلحة استخدمت في الآونة الأخيرة في الصراع السوري. وكانت الأممالمتحدة أعلنت الشهر الماضي انها ستحقق في مزاعم الحكومة السورية بأن مقاتلي المعارضة استخدموا أسلحة كيماوية في هجوم على بلدة خان العسل في ريف حلب بشمال سورية، في حين تريد دول غربية إجراء تحقيق في مزاعم أخرى للمعارضة بأن النظام السوري استعمل في مناسبتين هذه الأسلحة، في بلدة العتيبة بريف دمشق وفي حمص بوسط سورية. وتتهم المعارضة نظام الرئيس بشار الأسد بشن الهجمات الثلاث بالسلاح الكيماوي. وقال ديبلوماسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ان «لا اتفاق في شأن دخول (المفتشين) حتى الآن»، مضيفاً انه «لن يتم نشر المفتشين قبل أن يكون هناك اتفاق في شأن الدخول والترتيبات الأخرى». وجرى تبادل للرسائل في شأن دخول المحققين بين مندوب سورية لدى الاممالمتحدة بشار الجعفري ورئيسة مكتب الأممالمتحدة لشؤون نزع الاسلحة انجيلا كين، وفقاً لما ورد في رسالة من كين حصلت «رويترز» على نصها. وكتب الجعفري الى كين الثلثاء الماضي، يقترح ادخال تعديلات على «المعايير القانونية والخاصة بالإمداد والتموين» للتحقيق. وكان المندوب السوري أعلن اكثر من مرة ان المفتشين لا يحتاجون سوى الى دخول محدود لمناطق لها علاقة بحادث حلب الذي تتبادل الحكومة والمعارضة الاتهامات فيه بإطلاق صاروخ محمل بالمواد الكيماوية قتل 26 شخصاً. وقال ديبلوماسيون ان حكومة الأسد قالت ايضاً انها تريد ان يكون لها رأي في الأشخاص الذين سيضمهم فريق التفتيش. وردت كين على الجعفري بقولها ان الأمر يعود الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ل «يحدد تشكيل بعثة التحقيق التي يجب ان تكون لها حرية الحركة والدخول لإجراء تحقيق شامل وموضوعي». وأوضحت كين للجعفري انه على رغم ان التركيز المبدئي للتحقيق سيكون على حادثة حلب، فإنه توجد هجمات مزعومة اخرى بأسلحة كيماوية يجب بحثها أيضاً. وكتبت «يجب ان نأخذ في اعتبارنا المزاعم الأخرى بأنه تم استخدام اسلحة كيماوية في اماكن اخرى من البلاد». وكانت فرنسا وبريطانيا طلبتا من بان الشهر الماضي أن يبحث أي تحقيق لمزاعم المعارضة. وأغضب الطلب السفير الروسي فيتالي تشوركين الذي اتهمهما بمحاولة «تأخير وربما اخراج» تحقيق الأممالمتحدة عن مساره. وكان بان قال انه يريد إرسال فريق التفتيش الذي سيرأسه العالم السويدي آكي سيلستورم إلى سورية «في أقرب وقت ممكن». ولم يرد ذكر لتاريخ ارسال فريق التفتيش في رسالة كين. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة إدواردو دل باي إن الأممالمتحدة تواصل مناقشة محتوى الرسائل المتبادلة مع حكومة سورية «وتأمل التوصل قريباً إلى تفاهم».